رغم استمرار الاغلاق الاسرائيلي المحكم المضروب على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لليوم الثامن على التوالي، فقد أكدت مصادر اسرائيلية متطابقة ان الحكومة الاسرائيلية اتخذت قرارا بوقف اعتداءاتها العسكرية على قطاع غزة وحملتها ضد كوادر"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الضفة، وذلك بالتزامن مع استمرار الحملة التي تقوم بها اجهزة الامن الفلسطينية لجمع الاسلحة ومنع مظاهر التسلح في شوارع القطاع وانتشار قوى الأمن شمال قطاع غزة لمنع اطلاق الصواريخ المحلية الصنع باتجاه اهداف اسرائيلية. وكشفت الاذاعة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون سيعقد اجتماعا"تقويمياً"للأساليب التي اتبعتها قوات الاحتلال حتى الان في اطار حملة"اول الغيث"العسكرية التي بدأت منذ اسبوع، بما في ذلك سياسة الاغتيالات ووسائل الرد على الصواريخ الفلسطينية خصوصا استخدام الاسلحة الثقيلة التي شملت قذائف الدبابات وطائرات"الفانتوم 16". واشارت الاذاعة الى ان الاجتماع الذي سيعقد مطلع الاسبوع الجاري سيشارك فيه وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ورئيس اركان الجيش دان حلوتس، اضافة الى كبار الضباط في الاجهزة الامنية والعسكرية الاسرائيلية الاخرى. ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن مسؤولين قولهم ان"هدوءاً دائماً من جانب حماس سيؤدي الى ان تعيد اسرائيل النظر في الوسائل القاسية التي استخدمتها في حملة اول الغيث العسكرية". ونسب الى مصادر استخباراتية اسرائيلية ان اجهزة الامن الفلسطينية بدأت فعلاً بنشر عناصرها على طول الحدود الشمالية لقطاع غزة كما طلبت اسرائيل، لكن الوقت فقط سيحدد مدى قدرة هذه الاجهزة على منع اطلاق الصواريخ. وشددت المصادر على ان اعادة النظر في المسألة ستتم وفقا للنتائج على الارض وليس على اساس تصريحات المسؤولين في"حماس"، في اشارة الى اعلان احد ابرز قادة الحركة محمود الزهار وقف العمليات العسكرية انطلاقا من القطاع والتزامها التهدئة. وتناولت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي هذه المسألة بشكل اوضح مشيرة على لسان مراسلها العسكري الى ان الحكومة الاسرائيلية"اتخذت فعلا قرارا بوقف عملياتها العسكرية ضد حماس"، موضحة ان هذا القرار جاء"لاعطاء فرصة حقيقية لرئيس السلطة محمود عباس ابو مازن للقيام بدوره في التعامل مع الحركة". وقال المراسل السياسي للقناة التلفزيونية الاسرائيلية اودي سيغل ان قرار وقف الهجمات جاء"لمنع تشكيل مزيد من الضغوط على"ابو مازن"الذي وجد نفسه في ورطة بعد الانسحاب من قطاع غزة حيث تمكنت حماس ان تؤكد عبر تظاهراتها ان ما تم هو انجاز خاص بها وبعملياتها المسلحة". غير ان صحيفة"هآرتس"اشارت الى ان"اعادة النظر"لن تشمل وقف سياسة الاغتيالات ضد من تعتبرهم اسرائيل"قنابل موقوتة"من الناشطين الفلسطينيين. في هذه الاثناء، واصلت اجهزة الامن الفلسطينية في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي حملتها لجمع السلاح غير القانوني ووقف مظاهر التسلح في الشوارع الفلسطينية من دون الابلاغ عن حوادث احتكاك في هذا الصدد، وفقا لما اعلنه قائد قوات الشرطة الفلسطينية في القطاع اللواء علاء حسني. ورغم عدم اعتراف اي من الاطراف، بدت الامور تسير كما لو ان ثمة اتفاقا غير معلن بينها لاحتواء الانهيار الذي شهدته الاراضي الفلسطينية في الاسبوع الاخير شاركت فيه اطراف اقليمية ودولية في مقدمها مصر والولايات المتحدة. رايس تعطي عباس فرصة وجاء لافتا في هذا الشأن تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس على هامش كلمة القتها اول من امس في جامعة"برنستون"الاميركية عن ضرورة"فسح المجال امام السياسة الوطنية الفلسطينية. وفي النهاية سيجردون المنظمات الارهابية من السلاح". ونقل عن رايس نفيها ان واشنطن"لينت موقفها من حماس"، مشيرة الى انها ما زالت ترى في هذه الحركة"منظمة ارهابية". واضافت انه"خلال مرحلة انتقالية، يجب ان يعطى المشاركون فيها وقتاً"، معتبرة ان"الاتفاق الوطني في هذه المرحلة بداية جيدة". وفي المحصلة، رأت مصادر اسرائيلية انها نجحت الى حد ما في التأثير على نتائج المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية من خلال اعتقال 432 فلسطينيا من بينهم 90 مرشحا للانتخابات المحلية والتشريعية وثلاثة رؤساء بلديات و25 من اعضاء المجالس المحلية غالبيتهم من"حماس"، كما ذكّرت من هو بحاجة الى التذكير بأن خروجها من قطاع غزة لا يعني وقف سيطرتها على قطاع غزة وبالتالي اعتداءاتها والتأثير في حياة الفلسطينيين اليومية، كما اوصلت رسالة الى السلطة الفلسطينية بأنها ما لم تجمع سلاح المقاومة"فستقضي هي عليها بالطائرات والقذائف"رغم انها غير معنية بالعودة الى القطاع مرة اخرى بعد ان تخلصت منه.