أظهرت نتائج الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي حركة"فتح"الى الانتخابات التشريعية في خمس محافظات في الضفة الغربية أمس صعود الحرس الشاب وتراجع الحرس القديم. وكرّست هذه النتائج النائب الأسير مروان البرغوثي زعيماً لا منازع له في قيادة"فتح"، ما حدا بكثير من المراقبين الى توقع وراثته للرئيس الحالي محمود عباس. وحصل البرغوثي على 94 في المئة من مجموع الأصوات في دائرته رام الله - البيرة، وذلك بمجموع اصوات بلغ حوالي 34 الف صوت من أصل 35 ألفاً. وكان الفرق بين البرغوثي والحاصل على الموقع الثاني في اللائحة حوالي 16 ألف صوت. أما المفاجأة الكبرى في هذه الانتخابات فكانت الهزيمة الساحقة التي مني بها عضو اللجنة المركزية للحركة صخر حبش، والتي اعتبرت هزيمة للجنة المركزية التي تجنب اعضاؤها خوض الانتخابات خشية الحصول على نتيجة مماثلة. وحصل حبش على 2300 صوت من مجموع 35 الف صوت في ذات الدائرة التي تنافس فيها البرغوثي. واعتبر كثير من المراقبين هزيمة حبش هزيمة للقيادة التاريخية لحركة"فتح". واعتبرت المحامية فدوى البرغوثي، زوجة مروان، هذا الفوز لزوجها وزملائه بمثابة"انتصار لمشروع الديموقراطية في حركة فتح الذي بناه مروان وجيله". واضافت في حديث الى"الحياة":"مشروع الانتخابات الداخلية هو مشروع مروان شخصياً، وقد بدأه العام 98 عندما أخذ ينظم عقد مؤتمرات للحركة في الاقاليم. وبلغ عدد المؤتمرات التي عقدت حينها 151 مؤتمراً. ولم يتوقف عقد المؤتمرات الا عندما وجدت قيادة الحركة ان حمى الانتخابات ستطولها". وأضافت:"ولولا اندلاع الانتفاضة العام 2000 لتواصل عقد تلك المؤتمرات". وزارت فدوى زوجها في سجنه الاثنين الماضي. وقالت:"كان متحمساً جداً لهذه الانتخابات بصرف النظر عن نتائجها. لم يتحدث عن اي اسماء بل عن المشروع بحد ذاته، ومما قاله لي: سيعتري هذه الانتخابات بعض الخلل، لكن يجب ان لا يحول ذلك دون مواصلة التجربة، فاذا نجحنا في دمقرطة فتح فسننجح في دمقرطة المجتمع الفلسطيني". واعتبرت فدوى فوز مروان وزملائه رسالة موجهة الى اسرائيل التي تعتقلهم وتتهمهم ب"الارهاب". وقالت:"لقد اثبتت الانتخابات للاسرائيليين ان مروان وزملاءه قادة شعب وليسوا ارهابيين، واذا ارادت التحدث مع الشعب الفلسطيني وصنع السلام معه، فعليها التحدث مع هؤلاء القادة الذين يحظون بثقة شعبهم". ونجح في الانتخابات نشطاء"مطلوبون"من"كتائب شهداء الأقصى"، مثل ناصر جمعة من نابلس وجمال ابو الرب من جنين اللذين حصل كل منهما على الموقع الأول في دائرته. ونجح عدد من الأسرى ابرزهم جمال حويل المحكوم بالسجن سبع سنوات ونصف سنة بتهمة تأسيس"كتائب شهداء الأقصى"في مخيم جنين. وأظهرت النتائج وجهاً نسائياً جديداً ل"فتح"، إذ فازت ربيحة ذياب السجينة السابقة في السجون الإسرائيلية بالموقع الثالث في دائرة رام الله - البيرة. وأعلن قادة"فتح"انهم سيستكملون اجراء الانتخابات المتأخرة في باقي الدوائر التي تشمل كامل قطاع غزةومحافظات الخليل والقدس وسلفيت وطولكرم وقلقيلية في الضفة. وكانت انتخابات أول من امس الجمعة اقتصرت على خمس محافظات، ما اعتبر فشلا للحركة في عقد الانتخابات في موعدها. واعتبر فوز الشباب في"فتح"تعزيزاً لقوة الحركة في مواجهة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التي ستدور حول موضوعي المقاومة والفساد. فالغالبية العظمى من الفائزين يتمتعون بتاريخ نضالي وسمعة وطنية جيدة بعكس القيادة التاريخية للحركة المتهمة بالفساد وسوء الادارة والمهادنة.