على غير ما جاءت به النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الفلسطينية، مني محمود عباس «ابو مازن» مرشح حركة (فتح) بهزيمة نكراء امام خصمه المستقل مصطفى البرغوثي في مسقط رأسه قرية دير غسانة شمال غربي رام الله. فقد حصل البرغوثي على 350 صوتا مقابل 122 صوتا ل «ابو مازن» في قرية دير غسانة. ولم يصمد الولاء التنظيمي على ما يبدو امام الولاء العشائري الذي عبر عنه آل البرغوثي في حجم الاقبال على صناديق الاقتراع منذ ساعات صباح امس الاحد. وقد بلغ الامر في احد افراد عائلة البرغوثي للتوجه الى مركز الاقتراع في قرية بيت ريما المجاورة حيث يوجد امتداد للعائلة لدعوة الناخبين للتصويت لمصطفى البرغوثي داخل باحة مدرسة الاناث الثانوية، ما اضطر رجال الشرطة لاخراجه بالقوة من المكان تجنباً لأي اشكالات قد تحدث ولان ذلك يعتبر خرقا للقانون الانتخابي. من جانبها، اولت قيادة حركة (فتح) ممثلة بمحافظ رام الله والبيرة مصطفى عيسى حرصا على الاشراف على سير العملية الانتخابية والقيام بزيارات ميدانية في قريتي بيت ريما ودير غسانة وخمس قرى اخرى للعائلة امتدادات فيها شمال رام الله. وتأتي هذه الزيارات في ضوء معلومات كانت ترددت في اوقات سابقة حول نية الفتحاويين من عائلة البرغوثي عدم دعم ابو مازن، وذلك بعدما اضطر مرشح الحركة ابن العائلة مروان البرغوثي الاسير في سجون الاحتلال لسحب ترشيحه بعد ضغوط كثيرة مورست عليه من قبل قيادة حركة (فتح). وقد اعلن في حينه الكثيرون نيتهم حجب اصواتهم عن عباس واعطائها لمرشح العائلة الاخر مصطفى حتى لو لم يكن فتحاويا. يشار الى ان «ابو مازن» حصل في قرية بيت ريما، على 637 صوتا مقابل 314 صوتا للبرغوثي. ولم يكن اكتساح البرغوثي للاصوات في دير غسانة وبنسبة اقل في بيت ريما المجاورة بسبب الولاء العشائري فحسب بل، كان للقرار الذي اتخذته الجبهة الشعبية، حيث يوجد تواجد كبير لها في القريتين، بدعم البرغوثي كمرشح للتيار الديمقراطي تأثيره على حصول البرغوثي على هذه النسبة من الاصوات، علما ان مرشحي اليسار الاخرين على عدد لا يكاد يذكر من الاصوات. ويذكر أن قريتي ديرغسانة وبيت ريما تشكلان بلدة واحدة نظراً لتجاورهما.