اكد بطريرك الكلدان، اكبر الطوائف المسيحية عدداً في العراق، عمانوئيل دلي رغبته في الدفاع عن مكانة المسيحيين"داخل الاسرة العراقية"معرباً عن أمله باحترام حقوق ابناء الطائفة. وقال:"من واجبي الدفاع عن ديانتي وحقوق ابناء الطائفة"، مشيراً الى النقاش السياسي الدائر حول دور الاسلام في الدستور الذي سيحكم البلاد بعد عصر صدام حسين. واضاف البطريرك متحدثاً بالفرنسية فيما يدور النقاش حول الدستور:"في العراق مسيحيون ويجب ان يكون هناك دستور لا ينحني أمام جهة أو أخرى وان تكون الشريعة مصدراً للتشريع وليس المصدر الوحيد". وعلى رغم ان مسودة الدستور تنص على أن الاسلام مصدراً رئيسياً للتشريع الا انها تتعهد ضمان الحريات الدينية وتعترف بالطابع المتعدد، طائفياً وعرقياً للبلاد. وشدد البطريرك على ان"المسيحيين في العراق يريدون العيش كاسرة واحدة ضمن الاسرة العراقية الكبيرة"، مؤكداً من دون اي لبس ان"مصير المسيحيين مرتبط بمصير اشقائنا المسلمين". وقال في هذا الصدد ان"الدين لله والوطن للجميع"معرباً عن الأمل في ان يتضمن الدستور نصاً واضحاً حول مختلف المجموعات العرقية المسيحية في البلاد. وزاد:"أتمنى ان يتم ذكر المجموعات من كلدان وآشوريين وسريان الى جانب الاكراد والعرب والتركمان"، موضحاً انه"لا يفضل توحيد المجموعات المسيحية الثلاث في مجموعة واحدة". وأكد دلي ان عدد المسيحيين الذين لم يغادروا العراق يبلغ حوالي 800 الف شخص، غالبيتهم العظمى من الكلدان، يعيشون وسط 26 مليون نسمة. ورداً على سؤال عن مغادرة المسيحيين العراق بسبب العنف وصعوبات العيش، قال ان"الاوضاع الحالية تدفع المسلمين والمسيحيين الى مغادرة البلد". واعتبر ان هذه الظاهرة ليست جديدة بالنسبة الى المسيحيين الذين قرر بعضهم مغادرة العراق منذ عام 1963 تجنبا للخدمة العسكرية الالزامية"لاننا كنا نعرف موعد الانضمام الى الجيش لكننا لا نعرف موعد تسريحنا منه". الى ذلك، وجه دلي انتقادات حادة الى الانجيليين المتهمين بممارسة التبشير في العراق قائلا ان"الانجيليين لا يريدون الخير للعراق او للمسيحية"واتهمهم"باستخدام الأموال لاثارة الشبان". وقال البطريرك في منزله الواقع في حي المنصور الراقي:"نحن هنا قبل الجميع. نحن مسيحيون عراقيون من تلاميذ الرسل فلماذا يسعون الى تغيير قناعتنا واعتناق مذهب جديد"؟ ومن جهته، اشتكى الاب بطرس كاهن كنيسة السيدة في وسط بغداد من وجود غير منتظم للمسيحيين في القداديس التي تقام باللغة الارامية. وقال الكاهن:"مثل ميزان الحرارة الناس تأتي الى الكنيسة اذا لم تحصل اعتداءات واذا لم يكن الطقس حاراً. لكن الكنائس تغص بالمصلين اثناء الاحتفال بالاعياد الدينية الكبيرة". وبدوره، ابدى سعد جرجس 47 عاما تشاؤماً حيال مستقبل المسيحيين في العراق وكشف هذا المدرس العاطل عن العمل ان"الكثيرين يغادرون نظراً لانعدام الأمن كما اننا نخشى قيام عراق جديد تحكمه الشريعة التي تهضم حقوق النساء".