أغلقت السلطات العراقية المناطق ذات الغالبية المسيحية في الموصل، بعد استهداف سادس كنيسة بسيارة مفخخة أمس، خلال أقل من 48 ساعة. واتخذت إجراءات أمنية مشددة، خوفاً من تجدد الهجمات، فيما حمّلت شخصيات مسيحية الحكومة وقوات الأمن مسؤولية ما حصل بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن، معتبرة أن الهدف من الحملة تهجير من بقي من المسيحيين. من جهة أخرى أكدت السفارة الأميركية في بغداد أمس أن السفير كريستوفر هيل نجا من محاولة اغتيال، بينما كان في طريق عودته من زيارة للناصرية. وتعرضت كنيسة السيدة العذراء في الموصل لهجوم بسيارة مفخخة أمس، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال على الأقل، وتحطيم النوافذ وإلحاق أضرار بحسينية قريبة. ودعا بطريرك الكلدان مار عمانوئيل دلي العراقيين الى «التوحد وعدم الانجرار وراء العنف مجدداً للحفاظ على أمن وسلامة بلادهم». وأكد النائب المسيحي الوحيد في البرلمان يونادم كنا ل «الحياة» ان «التفجيرات تستهدف ترهيب المسيحيين ودفعهم الى مغادرة العراق». وقال اسقف الطائفة الكلدانية شليمون وردوني ان «الوضع صعب جدا جدا. انه امر مرعب هو اشبه بالحرب بل أسوأ لأنك في الحرب تعرف من يواجهك، اما هنا فلا تعرف». وكان المسيحيون في العراق تعرضوا لحملة عام 2004 عندما اقدم مسلحون على تفجير كنيسة مار يوسف في حي الكرادة تبعتها اعمال قتل وتهديد دفعت كثيرين منهم الى النزوح أو الهجرة من بغداد والبصرة وكركوك نحو مناطق سهل نينوى وعين كاوة، بالقرب من أربيل، فيما غادر الجزء الاكبر الى اميركا وكندا ودول اوروبية. وتقدر احصاءات غير رسمية عدد المسيحيين الذين غادروا العراق بحوالي 250ا لف شخص من أصل 800 الف قبل عام 2003. وتشير إحصاءات اخرى الى أكثر من 300 الف مهاجر. إلى ذلك، قال الناطق باسم الداخلية العراقية عبدالكريم خلف ان السلطات الأمنية «اتخذت كل الاجراءات لحماية الطائفة المسيحية والكنائس وكثّفت وجودها في مناطقهم». وكان مسلحون مارسوا في نهاية عام 2008 حملة تهجير منظمة على مئات العائلات المسيحية في الموصل اثارت ردود فعل محلية ودولية واسعة ودفعت الى إثارة الأسئلة حول الدوافع السياسية خلف تلك الاستهدافات. ووسط حملة استنكارات لاستهداف الكنائس استمرت طوال امس، اكدت قيادة العمليات في بغداد في بيان ان معلومات استخبارية تشير الى عزم المسلحين استخدام تكتيكات جديدة «لإيقاع الأذى الاكبر بالعراقيين تشمل استخدام لعب أطفال وأقلام أو الحيوانات والطيور وتفخيخها». وحذّر البيان الاهالي من «الاقتراب من هذه المواد في حال العثور عليها والابلاغ عن الحالات المشبوهة». من جهة أخرى، اكدت السفارة الأميركية في بغداد ان السفير هيل نجا من انفجار عبوة على الطريق قرب موكبه في الناصرية (380 كلم جنوب بغداد) أول من أمس، فيما ذكرت مصادر اميركية ان زيارته لمحافظة ذي قار، وعاصمتها الناصرية، تندرج ضمن برنامج زيارات محافظات لإقامة علاقات مباشرة مع الحكومات المحلية. وصرحت الناطقة باسم السفارة الاميركية سوزان زيادة ان «عبوة انفجرت قرب موكب يقل مسؤولين في السفارة، بينهم السفير، الاحد في محافظة ذي قار»، مؤكدة «عدم اصابة اي من المسؤولين او السفير»، وأضافت ان «التحقيق جار في الحادث» من دون ان تحدد مكان الانفجار بالضبط. وكان صحيفة «يو.اس.ايه توداي» ذكرت ان مراسلها كان في موكب منفصل على بعد دقائق عن موكب هيل الذي قال له في ما بعد «كان هناك دوي وتخطينا سحابة كثيفة من الدخان. جميعنا بخير». على صعيد آخر، وصل رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن بعد ظهر امس الى كركوك في زيارة مفاجئة، قالت مصادر انه سيخصصها للبحث في التوافقات السياسية في المدينة التي تشهد خلافات كبيرة بين مكوناتها. وعقد اجتماعا مغلقا مع ممثلين للاكراد والعرب والتركمان والمسيحيين بحضور قادة الشرطة في المحافظة وغياب ضباط الجيش. وفشل البرلمان العراقي امس في التوصول الى توافقات حول قانون الانتخابات بعد سجالات حول اسلوب اجرائها في كركوك التي يقترح العرب والتركمان تقسيمها الى 4 دوائر انتخابية ويرفض الاكراد ذلك، ويقترحون جعل المدينة او العراق كله دائرة انتخابية واحدة.