قررت الولاياتالمتحدة في ما يبدو الانتظار حتى الربيع بعد انتهاء الحملتين الانتخابيتين في اسرائيل والاراضي الفلسطينية، مستبعدة احراز اي تقدم كبير في العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل ذلك. واعترف مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته خلال الاسبوع الجاري بان"من الصعب في الامد القصير تصور مفاوضات طموحة حول اي مسألة في الاشهر التي تسبق الانتخابات". وتأمل واشنطن بان يكون القادة الذين سيتولون السلطة بعد الانتخابات المقررة في الاراضي الفلسطينية في كانون الثاني يناير وفي آذار مارس في اسرائيل راغبين في دفع"خريطة الطريق"قدما. وفي انتظار ذلك، تؤكد الادارة الاميركية ان المحادثات"التقنية"ستتواصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل تطبيق الاتفاقات الموقعة وخصوصا الاتفاق حول حدود قطاع غزة الذي تم التوصل اليه بعد تدخل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. ويفترض ان ينفذ الاجراء الاول الذي ينص عليه هذا الاتفاق اليوم الجمعة مع الاحتفال باعادة فتح معبر رفح الذي اجلت اعادة تشغيله الى غد السبت، وهو نقطة العبور الرئيسية بين مصر وقطاع غزة، مما سينهي حصار سكان القطاع الذي انسحبت منه اسرائيل في ايلول سبتمبر الماضي بعد احتلال دام 38 عاما. لكن هذا الاتفاق ينص على ترتيبات اخرى يفترض ان تنجز وخصوصا الاجراءات التي تسمح بتصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية وتسهيل تنقل الممتلكات والافراد بين قطاع غزة والضفة الغربية واصلاح مطار غزة الذي تضرر جدا بقصف الجيش الاسرائيلي وحتى بناء مرفأ غزة. واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية الثلثاء شون ماكورماك ان"ليس هناك فعلياً في هذه المرحلة قرار سياسي يجب اتخاذه على مستوى قادة الطرفين، بحسب نص الاتفاق الموضوع". واضاف:"اعتقد ان ما هو مطلوب في هذه المرحلة هو خصوصاً الكثير من العمل التقني على مستوى مجموعات العمل". وقالت تمارا ويتس من مركز ابحاث"بروكينغز انستيتيوت"في واشنطن ان من غير المتوقع تحقيق تقدم كبير في الاشهر المقبلة. واضافت هذه الخبيرة بشؤون الشرق الاوسط:"لكن القضايا المرتبطة بدخول قطاع غزة مهمة جدا ولا اعتقد ان جيمس وولفنسون، مبعوث اللجنة الرباعية الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي سيعلق جهوده لمجرد ان اسرائيل تشهد حملة انتخابية". وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن سياسة الشرق الاوسط:"حتى لو ان الجهود التي يجب ان تبذلها الولاياتالمتحدة حتى آذار مارس يمكن ان تبقى محدودة، على واشنطن الا تنام". واقترح ان تطلب واشنطن من مصر التدخل لدى المجموعات الفلسطينية المسلحة لتمديد وقف اطلاق النار الذي ساهمت القاهرة في التوصل اليه وينتهي تقنيا في 13 كانون الاول ديسمبر. واضاف ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تطلب من الدول العربية التي استفادت من ارتفاع اسعار النفط زيادة مساعدتها المالية الى السلطة الفلسطينية.