يرى عدد من الخبراء ان زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخميس الى البيت الابيض سمحت باعادة التوازن الى الدبلوماسية الاميركية في الشرق الاوسط وقد تترجم بدفع عملية السلام في المنطقة. من جهتها خففت تل ابيب من وقع اللقاء بين عباس والرئيس الاميركي جورج بوش الاول على هذا المستوى منذ وصول بوش الى البيت الابيض في العام 2001. وقال وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي ايهود اولمرت للاذاعة الاسرائيلية العامة ان «لا شيء مما قاله الرئيس بوش يتناقض مع الالتزامات الاميركية حيال اسرائيل». لكن عباس عبر عن «ارتياحه الكبير» للدعم الذي اكده بوش مجددا لقيام دولة فلسطينية متصلة ومستقلة ومعارضته لتوسع الاستيطان الاسرائيلي. ويؤكد اخصائيون في شؤون الشرق الاوسط سئلوا رأيهم في واشنطن ان لدى الفلسطينيين اسبابا جيدة ليكونوا مرتاحين من هذا الاجتماع في البيت الابيض الذي وصفوه بانه يمهد لعهد جديد في العلاقات بين الاميركيين والفلسطينيين. ولفت ديفيد ماكوفسكي من «واشنطن انستيتيوت» الى نوعية المبادرات الودية التي قدمها بوش للزعيم الفلسطيني. وقال «ان ذلك يظهر ان الولاياتالمتحدة لديها نظرة جيدة الى عباس الذي لا يعتبرونه بمثابة عرفات آخر ويريدون تجديد التزامهم». واشارت تامارا ويتس من مؤسسة بروكينغز الى بعض التقارب بين بوش وعباس فيما يعتبر الاسرائيليون الرئيس الفلسطيني ضعيفا جدا لوضع حد لعنف بعض الفصائل الفلسطينية. وقالت «ان انطباعي هو ان بوش متأثر بهذا الرجل» و«يريد العمل معه ويريد مساعدته. انه تطور ايجابي جداً جداً للفلسطينيين ولعملية السلام». وقد جاء انعقاد اللقاء في وقت دقيق فيما يسعى الفلسطينيون والاسرائيليون للمحافظة على تهدئة هشة للعنف تم التوصل الى الاتفاق عليها في شباط/فبراير وفيما تستعد (اسرائيل) للانسحاب من قطاع غزة في منتصف اب/اغسطس المقبل. وحتى وان لم يكن هناك اي انباء مدوية في هذا السياق فان المحللين يرون اشارات واضحة الى تطور السياسة الاميركية تجاه الفلسطينيين وجهود حقيقية للعب دور «المفاوض النزيه» بين الطرفين. واعتبر اعلان بوش منح مساعدة مباشرة بقيمة 50 مليون دولار الى القيادة الفلسطينية بمثابة بادرة ثقة. واكد المحللون ان بوش اضطر للقيام بهذه المبادرة الى لوي ذراع الكونغرس الذي كان يفضل ان تمر المساعدة الممنوحة عبر المنظمات الانسانية. وشددوا ايضا على ان بوش مع وصفه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ب«المنظمة الارهابية» لم يطالب بتفكيكها. الى ذلك فقد رات ويتس في الاعلان عن زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس المقبلة الى المنطقة قبل الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة اشارة الى رغبة الرئيس الاميركي في اظهار اهتمامه لمرحلة «ما بعد غزة». لكن المحللين يرون بالدرجة الاولى ان لقاء القمة سمح بتقديم عباس كشريك محترم وباعطائه وزنا في اطار المفاوضات مع المجموعات المتطرفة. وخلص ماكوفسكي الى القول «اعتقد ان بامكان عباس ان يعود لرؤية شعبه والقول لهم (لقد حصلت على شيء ما هنا) وهذه هي بداية».