اعتبر خبراء في شؤون الشرق الاوسط في حديث مع وكالة"فرانس برس"ان الرئيس محمود عباس الذي زار البيت الابيض مرتين في غضون خمسة اشهر، غادر واشنطن خالي الوفاض تقريباً رغم تأكيد بوش دعمه له. ويقول سكوت لازينسكي من معهد الولاياتالمتحدة للسلام ان عباس"يعود الى دياره حاملاً انتصاراً رمزياً، لكن بيدين فارغتين". كما يقول جيفري ارونسون مدير مؤسسة السلام في الشرق الاوسط، وهي مركز بحوث متخصص في دراسة المستوطنات في الضفة الغربية، ان الرئيس الاميركي"لم يرتكب خطأ فادحاً"لكنه"تجنب التعمق في المسائل". ويضيف ان بوش اكتفى بتكرار مطالبه التقليدية تجاه الفريقين، اي الحد من وتيرة العنف من جانب الفلسطينيين، ووقف بناء المستوطنات من جانب الاسرائيليين. ويقول الخبراء ان التقدم الاساسي الذي تم احرازه هو اعلان احتمال تمديد مهمة الرئيس السابق للبنك الدولي المكلف الاشراف على عملية الانسحاب الاسرائيلي من غزة جيمس وولفنسون والتوصل الى حلول من شأنها تسهيل التبادل التجاري بين غزة والدول المجاورة. ويلاحظ المراقبون ان الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي لم يعد يحتل العناوين الكبرى للصحف الاميركية. ويقول ديفيد ماكوفسكي مدير مؤسسة"مشروع عملية السلام في الشرق الاوسط"ان ادارة بوش"تبدو مهتمة اكثر"بمسائل اخرى مثل"العراق وكاترينا والاقتصاد". ويضيف: أظن انهم بذلك ارادوا القول للفلسطينيين"عندما تظهرون لنا انكم تحرزون تقدماً، سنتحرك بدورنا". وبعد رفض بوش التعهد باقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني يناير عام 2009، يعتبر خبيران ان"خريطة الطريق"التي تنص على انشاء دولة فلسطينية عام 2005، لم تعد موجودة فعلياً. ويقول جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز البحوث الاستراتيجية والدولية ان"خريطة الطريق لم تعد فاعلة لكن لم يتم وضع خطة بديلة لها". ويعتبر ارونسون أن"حتى الرئيس الاميركي الذي وضع خريطة الطريق وكان ملهمها لم يعد يشعر بأنه معني بجدول زمني وضعه بنفسه". ويضيف:"هذا يظهر لكل من يظن ان خريطة الطريق ما زالت قابلة للتطبيق، انها لم تعد موجودة وعليهم الاعتراف بذلك". وتتحدث الخبيرة في الشرق الاوسط في مؤسسة"بروكينغز"تامارا كوفيمان ويتس بلهجة اكثر ايجابية. وتقول:"لقد ردد الرئيس بوش حرفياً ما قاله في ايار مايو الماضي". وتقول هذه الخبيرة التي تعد كتاباً يحمل عنوان"كيف يمكن للولايات المتحدة ان تعزز الديموقراطية في الشرق الاوسط"، ان خطاب بوش يحتوي على"دلائل واضحة حول ما تطلبه واشنطن من اسرائيل للتوصل"يوماً الى السلام. وتضيف:"لقد طلب بوش القضاء على المستوطنات العشوائية، وقال لاسرائيل انها لا يمكن ان تستخدم الجدار الامني كوسيلة لرسم حدودها".