أعلنت الحكومة العراقية تبنيها خطة أمنية جديدة ببغداد وضواحيها تعتمد على الدهم والتفتيش وجمع المعلومات، ومواصلة"تطهير المدن الأخرى من الجماعات الإرهابية بمساندة القوات الاميركية". وفيما بدأ نازحو تلعفر بالعودة اليها بعد إعلان وقف العمليات العسكرية، واصلت القوات الاميركية تطويق الضلوعية 80 كلم شمال بغداد لليوم الرابع على التوالي، إثر تعرض رتل عسكري لهجوم. وفيما توجه وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي الى كردستان للقاء نظيره الكردي، قتل سته عراقيين وأصيب العشرات في بغداد والموصل. وقال اللواء مهدي صبيح، قائد قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية، ل"الحياة"ان قواته"ستتبنى خطة جديدة لتأمين أمن العاصمة وضواحيها من خلال زيادة عديد الشرطة والحرس الوطني وإعادة الانتشار على جانبي الكرخ والرصافة بعد تقسيمها الى قطعات". وأكد مواصلة"حملات الدهم والتفتيش في مناطق التوتر في الطارمية والعامرية واللطيفية والمحمودية واليوسفية والغزالية والرضوانية والسيدية وسبع البور والشعلة وابو غريب والجهاد والمدائن والبوعيثة والمشتل والدورة، وهي المناطق التي تشكل محيط بغداد الجغرافي". وأضاف صبيح ان الخطة التي بدأ تطبيقها بعد حادثتي جسر الأئمة وانفجار انتحاري وسط جمع من العمال في الكاظمية قبل اسابيع"ستعتمد في الدرجة الأساس على الهدف النوعي، أي اختيار المنطقة وجمع المعلومات عنها ثم اختيار الجهة المنفذة لتطهيرها"، وأكد أن بغداد وضواحيها تضم بؤراً إرهابية تتضاءل تدريجاً مع تواصل حملات التفتيش وجمع المعلومات، وهي لا تحتاج الى عمليات عسكرية كتلك التي حدثت في تلعفر". ولفت صبيح الى ان"المسلحين في بغداد من بقايا البعث وجهاز الأمن السابق وعناصر التيارات السلفية التي تضم عراقيين وعرباً، وتم اعتقال ثمانية من جنسيات عربية في الدورة والمدائن، بالإضافة الى العراقيين، لكن هؤلاء لا ينتمون الى الجماعات الارهابية المعروفة كتنظيم أبي مصعب الزرقاوي". وزاد ان العمليات التي نفذها الأخير"تركزت في المدن السنّية مثل الانبار والموصل وسامراء، والعمليات التي قادتها الحكومة بمساندة القوات المتعددة الجنسية فتكت بخلاياهم إلى درجة انهم باتوا يختارون المناطق الآمنة والتجمعات المدنية". وشدد على ان القوى الأمنية تعمل جاهدة على زيادة عديد قواتها. وقال ان"بغداد ستتحسن أمنياً في القريب العاجل والفلوجة التي شغل منصب الحاكم العسكري فيها باتت أهدأ منطقة في العراق بعدما سيطرت عليها قوات عراقية". وأكد أن الحكومة"لا تقرر اجتياح أي مدينة إلا بعد فشل المساعي السلمية، وهي لم تقرر اجتياح سامراء بعد تلعفر، لأنها تتفاوض مع وجهائها لتطويع أبنائها في صفوف الجيش والشرطة لحماية مدينتهم من تسلل الارهابيين". أمنياً، فجر انتحاري نفسه داخل حافلة لنقل الركاب في موقف للحافلات في ساحة الطيران وسط بغداد ظهر أمس، ما أسفر عن مقتل ستة عراقيين واصابة ثمانية آخرين، وأدى هجوم على صهريج لنقل المشتقات النفطية للقوات الأميركية في بغداد الجديدة الى مقتل عراقي على الأقل وجرح آخرين. وفي الموصل شمال العراق، قتل مسلحون ثلاثة مسؤولين من الجبهة التركمانية واصابوا رابعاً خلال مغادرتهم مقر عملهم. وفي الضلوعية، فرضت القوات الاميركية طوقاً أمنياً بعدما تعرض مسلحون من عشيرة الجبور السنّية في المدينة، وغالبيتهم كانوا من منتسبي الأجهزة الأمنية والمخابرات المنحلة لشاحنات تنقل مؤوناً ضلت طريقها، ما أدى إلى حرق 8 شاحنات و3 عربات"هامفي"، بحسب ما قاله شاهد ل"الحياة". وأضاف الشاهد أن"القوات الأميركية طوقت المنطقة وشنت حملة دهم"، وأكد شهود آخرون أن"الطائرات الأميركية قصفت بعض المنازل، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين بينهم امرأتان وإصابة 3 بجروح خطيرة تم نقلهم إلى مستشفى الضلوعية". وأكد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين ل"الحياة"أن"تطويق الضلوعية أدى إلى قيام المسلحين بهجوم على سجن المدينة واطلاق سراح أكثر من 150 سجيناً".