قتل 42 شخصاً غالبيتهم من الاطفال أمس، في احد الاكثر الاعتداءات دموية في العاصمة العراقية مع تفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مسؤولين شاركوا في احتفال في غرب العاصمة وقوات اميركية في المنطقة. وقتل جنديان من قوات الاحتلال واربعة عناصر من الشرطة العراقية في هجمات في بغداد والموصل وتلعفر في حين قتل ثلاثة اشخاص في غارة شنها الجيش الاميركي على الفلوجة فجراً. واغتيل حارس محافظ كركوك فيما طوقت القوات الاميركية بلدة الرياض في الشمال واعتقلت اكثر من عشرين شخصاً اثر انفجار عبوة استهدفت قافلة عسكرية، وشملت الاعتقالات باعة متجولين، وطوّق الجيش الاميركي البصرة. قال وزير الصحة العراقي علاء الدين صاحب العلوان ان 42 شخصا قتلوا، غالبيتهم العظمى من الاطفال، واصيب نحو 200 غيرهم في تفجير سيارات مفخخة في العاصمة أمس. وقال مدير المشرحة في مستشفى اليرموك في بغداد ناجي شيتشان ان 41 شخصا، ثلاثة رجال وامرأة والبقية من الاطفال، قضوا في تفجير ثلاث سيارات مفخخة في جنوب غرب العاصمة العراقية أمس. وقال عدد من الموظفين في المستشفى ان عشرات من الجرحى نقلوا طوال يوم أمس. واكد بعض الاطباء في مستشفى اليرموك ان العدد المرتفع للاطفال بين الضحايا يعود الى انفجار احدى السيارات المفخخة لدى الاحتفال بتدشين محطة جديدة لضخ المياه في حي العامل الشعبي. وتبع الانفجار الاول اطلاق صاروخ مضاد للدبابات وانفجار سيارة مفخخة ثانية. كما تلا هذه الحوادث انفجار سيارة ثالثة في موقع ابعد. وافاد شاهد عرف عن نفسه باسم ابو سفيان لوكالة "فرانس برس" وثيابه مضرجة بالدماء انه ساعد في نقل جثث "32 طفلا على الاقل". واشار ابو سفيان قرب موقع الانفجار الذي طوقته اعداد كبيرة من القوات الاميركية وعناصر من الشرطة العراقية الى ان التفجير وقع خلال مرور موكب اميركي. واعلن متحدث عسكري اميركي ان ثلاث سيارات مفخخة انفجرت امس في غرب بغداد في وقت واحد تقريبا واستهدفت اثنتان منها تدشين محطة ضخ للمياه واخرى نقطة تفتيش في مكان قريب، من دون ان يحدد حجم الاصابات. وقال الكولونيل في الجيش الاميركي جيمس هاتن ان سيارتين مفخختين انفجرتا اثناء التدشين في حين انفجرت سيارة مفخخة اخرى قرب حاجز على مسافة كيلومتر جنوب موقع التدشين. وقال هاتن ان 10 جنود اميركيين اصيبوا بجروح في الانفجار الاول. لكن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العقيد عدنان عبد الرحمن اكد ان سيارة واحدة مفخخة انفجرت فقط اثناء التدشين بالتزامن مع تفجير عبوات ناسفة في حين استهدفت السيارة الاخرى عناصر الحرس الوطني. وتصاعدت اعمال العنف والاضطرابات في العراق قبل اسابيع معدودة من انتخابات الرئاسة الاميركية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل وقبل اربعة اشهر من الانتخابات العراقية المقررة في كانون الثاني يناير. وتضاعف عدد الهجمات على القوات الامريكية الى نحو 80 هجوما في اليوم بدلا من 40 قبل شهر هجوم في أبوغريب وفي اقصى ضواحي غرب بغداد في مكان غير بعيد عن ابو غريب، قتل جندي اميركي وشرطيان عراقيان واصيب نحو 60 عراقيا وثلاثة من الجنود في انفجار سيارة مفخخة قرب احدى القواعد العسكرية، وفقا للجيش الاميركي ووزارة الصحة العراقية. ووقع الانفجار في مجمع تستخدمه القوات الأميركية والشرطة العراقية في منطقة أبو غريب واعلن الجيش الاميركي مقتل احد جنوده وشرطيين عراقيين واصابة 13 شخصا بجروح بانفجار سيارة مفخخة خارج احدى القواعد العسكرية الاميركية. واضاف الجيش في بيان ان "سيارة انفجرت قرب نقطة تفتيش خارج احدى القواعد العسكرية غرب بغداد عند صباح الخميس ما ادى الى الحاق الضرر بدبابة من طراز برادلي". وتابع البيان ان "جنديا من قوة بغداد قتل واصيب ثلاثة اخرون بجروح في حين قتل شرطيان عراقيان واصيب عشرة غيرهم بجروح في الهجوم". وارتفع بمقتل الجندي الاميركي أمس، عدد القتلى في صفوف القوات الاميركية في معارك العراق الى 802 تقريبا منذ الغزو الاميركي الذي اسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين. واعلن بيان عسكري مقتل احد جنود قوات الاحتلال واصابة سبعة اخرين بجروح باطلاق صاروخ في احدى ضواحي العاصمة العراقية. واضاف البيان دون ان يذكر هوية الجندي ان "صاورخا انفجر ادى الى مقتل جندي من القوة المتعددة الجنسيات واصابة سبعة اخرين بجروح". ولم يكشف البيان عن مكان الحادث بالضبط او ظروفه. تلعفر في غضون ذلك، افادت مصادر طبية ان اربعة عراقيين قتلوا واصيب 16 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة ظهر أمس في تلعفر في شمال العراق. وقال النقيب في شرطة تلعفر محمد علي سعيد ان خمسة من رجال الشرطة جرحوا في الهجوم الذي استهدف موكبا لقائد شرطة تلعفر اسماعيل محمد اسماعيل في حي الاطباء وسط المدينة. واضاف ان احدى سيارات الموكب دمرت بشكل كامل اضافة الى بعض المحلات التجارية في المنطقة. يذكر ان محاولة الاغتيال هي الثانية التي تستهدف قائد شرطة المدينة. وقال الطبيب فوزي احمد من مستشفى المدينة "تسلمنا اربع جثث و16 جريحا". وشن الجيش الاميركي عملية واسعة النطاق في المدينة خلال الاسبوعين الاولين من الشهر الجاري خلفت نحو 60 قتيلا، بهدف "تحريرها من الارهابيين" و"السماح للحكومة العراقية بدخولها". الفلوجة وفي الفلوجة، حيث باتت الغارات الاميركية امرا شبه يومي، قتل ثلاثة اشخاص واصيب 16 اخرون بجروح. وقال الطبيب في المستشفى العام احمد خليل "تلقينا ثلاث جثث و165 جريحا". واكد الجيش الاميركي في بيان انه شن غارة جوية على "موقع تابع لجماعة ابو مصعب الزرقاوي وهو ما يعلنه عادة، لكن الضحايا كانوا من السكان. وجاء في البيان ان "القوات المتعددة الجنسيات شنت فجر الخميس غارة ناجحة على شمال شرق الفلوجة على موقع معروف للارهابيين ملحقة ضربة جديدة بجماعة ابو مصعب الزرقاوي الارهابية". واضاف ان "عددا من مصادر الاستخبارات اكد ان ارهابيين تابعين للزرقاوي كانوا في هذا الموقع عند وقوع الغارة بهدف التخطيط لاعتداءات على مواطنين على القوات المتعددة الجنسيات". وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان الغارة استهدفت منزلا في حي الضباط ودمرته بالكامل. في غضون ذلك، اعلن رئيس الحرس الوطني في الضلوعية النقيب زياد ابراهيم الجبوري الذي استقال امس مع مئتين من جنوده احتجاجا على استمرار بقاء القوات الاميركية في مراكز الشرطة، ان القوات الاميركية قصفت ليل الاربعاء احدى المناطق قرب الضلوعية مما اسفر عن اصابة اثنين من العراقيين بجروح. الرمادي وفي مدينة الرمادي، قال مصدر طبي ان ثلاثة مدنيين، بينهم امرأة، اصيبوا بجروح خلال تبادل لاطلاق النار بين مسلحين وقوات أميركية أمس. وقال الطبيب اسد العاني من المستشفى العام في الرمادي التي تبعد 100 كم غرب بغداد انه تم "ادخال ثلاثة جرحى بينهم امراة الى قسم الطوارئ". ويسود التوتر المدينة التي غالبا ما تشهد صدامات بين قوات المارينز والمسحلين. الموصل وفي الموصل، اعلنت مصادر طبية وامنية عراقية مقتل ضابط شرطة برتبة رائد واحد العناصر في هجوم استهدف سيارة كانوا يستقلونها. وقال العقيد في الشرطة مزاحم عبدالله الشمري ان "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة من دون لوحات اطلقوا النار على سيارة للشرطة ما ادى الى مقتل الرائد غسان حمدي صالح". واضاف ان الهجوم اسفر ايضا عن "مقتل احد عناصر الشرطة واصابة ضابط اخر بجروح خطرة". وغالبا ما يتعرض عناصر الشرطة في الموصل وفي انحاء اخرى من العراق الى هجمات. وفي كركوك، أعلن مسؤول في شرطة كركوك العثور على جثة مرافق محافظ كركوك مصابة بطلقات نارية في أحد أحياء المدينة بعد ظهر أمس. وقال اللواء تورهان يوسف قائد شرطة المحافظة ان عناصر من الشرطة عثرت على جثة جلال فتاح عمر المسؤول عن الحماية الشخصية للمحافظ عبدالرحمن مصطفى زنكنة. وأفادت الشرطة العراقية ان الجيش الاميركي طوق بلدة الرياض في شمال العراق واعتقل اكثر من عشرين شخصا بعد انفجار عبوة ناسفة عند مرور قافلة عسكرية اميركية. وقال الضابط في الشرطة فواز عبدالله العبيدي ان "القوات الاميركية اعتقلت اكثر من عشرين شخصا بعد الانفجار". واضاف ان الاعتقالات شملت خصوصا باعة متجولين كانوا في الشارع الذي وقع فيه الهجوم في هذه البلدة التي تبعد اربعين كيلومترا غرب مدينة كركوك النفطية. وطوق الجيش الاميركي البلدة وقام بعمليات تفتيش. واضاف المصدر نفسه ان الانفجار وقع عند مرور قافلة عسكرية اميركية امام مركز للشرطة العراقية وسبب اضرارا في المباني المجاورة.