واصل الفلسطينيون احتفالاتهم امس وأول من أمس برحيل آخر مستوطن يهودي عن قطاع غزة، وقبل اسابيع قليلة من رحيل آخر جندي اسرائيلي بعد احتلال دام 38 عاماً. واحتفلت النساء الفلسطينيات بانتهاء عهد الاحتلال وبدء عهد جديد من الحرية والاستقلال، فيما نظمت"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"و"حركة المقاومة الاسلامية"حماس احتفالات للغرض نفسه. وتوجهت أكثر من 500 امرأة وناشطة في حافلات من مدينة غزة الى منطقة قريبة من مستوطنة"نتساريم"جنوبالمدينة واحتفلن هناك برحيل الاحتلال، بدعوة من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. ورددت النسوة على بعد خطوات من جنود قوات الأمن الوطني المنتشرين في مواقع وعلى الطرقات القريبة من المستوطنة في إطار خطة انتشار وضعتها السلطة بالتنسيق مع قوات الاحتلال لتأمين انسحاب هادئ ومنظم. ودعت النسوة الى تعزيز الوحدة الوطنية وصون دم الشهداء، وأطلقن الزغاريد فرحاً برحيل المستوطنين اليهود وقرب رحيل قوات الاحتلال، ورفعن اعلام فلسطين وصور الرئيس الراحل ياسر عرفات. وكان نحو 40 ألف مواطن شاركوا في مسيرة احتفالية نظمتها حركة"حماس"في مدينة غزة ليل الاثنين - الثلثاء. وحمل المشاركون في المسيرة رايات"حماس"الخضر وصور الزعيم الروحي الراحل الشهيد الشيخ احمد ياسين، وخلفه القائد الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي. وسار في مقدمة المحتفلين الذين شاركوا في المسيرة بعد ان أدوا صلاة المغرب، القياديون في"حماس"الدكتور محمود الزهار، واسماعيل هنية، وسعيد صيام وأحمد بحر وخليل أبو نيلة، والمتحدثين باسم الحركة سامي ابو زهري ومشير المصري. كما شارك في المسيرة مقاتلون من"كتائب القسام"الذراع العسكرية للحركة. وكان لافتاً ان مقاتلي"القسام"لم يطلقوا أي عيارات نارية في الهواء، وهي عادة لدى الفصائل والعائلات والمجتمع الفلسطيني، اذ يطلق المحتفلون عادة أعيرة نارية في الهواء. وفي حديقة الجندي المجهول غرب المدية حيث استقرت المسيرة، قال هنية مخاطباً الجموع المحتشدة:"لقد اعتدنا ان نأتي الى ساحة الجندي المجهول لنتحدث عن جرائم الاحتلال والاغتيالات، لكن اليوم جئنا للحديث عن الانتصار وخروج الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة كخطوة أولى على طريق تحرير باقي ارض فلسطين المباركة والقدس". وفي مخيم المغازي وسط القطاع نظمت"الجبهة الشعبية"مسيرة حاشدة حمل خلالها المشاركون مشاعل وشموعاً احتفالاً باندحار الاحتلال عن القطاع. وفي اشارة رمزية، أختار المنظمون ان تنطلق المسيرة من أمام منزل الشهيد نقل أبو لبدة الذي اقتحم يوما مستوطنة"نيتسر حزاني"احدى مستوطنات مجموع"غوش قطيف"الاستيطاني. وتقدم المسيرة أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة. ورفع المشاركون اعلام فلسطين ورايات الجبهة الحمر، وهتفوا للانتصار على الاحتلال، وللمقاومة والشهداء والجرحى والأسرى. واستذكر عضو اللجنة المركزية للجبهة عبدالرؤوف الطلاع في كلمته شهداء الثورة والانتفاضة والجبهة ومنهم امينها العام الشهيد أبو علي مصطفى، لافتاً الى ان الجبهة قدمت أكثر من أربعة آلاف شهيد من قيادييها وكوادرها على مذبح الحرية والاستقلال.