فور دخول التهدئة حيز التنفيذ مساء الاربعاء، انطلق الاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة في قطاع غزة وسط اطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال ب"انتصار المقاومة". وقال مراسل فرانس برس في مدينة غزة ان "مسيرات انطلقت بعفوية في كافة مناطق المدينة يتخللها اطلاق كثيف للنار وتكبير مئات المواطنين احتفالا بانتصار المقاومة". وجاءت الاحتفالات بعد وقت قصير من بدء سريان التهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية الذي تم اعلان التوصل له في مصر. واطلق مسلحون ظهروا للمرة الاولى في الشوارع منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية قبل ثمانية ايام، الاعيرة النارية كما اطلقت ابواق السيارات والالعاب النارية في شوارع مدينة غزة بينما ما زال يسمع هدير الطائرات الاسرائيلية في سمائها. وردد المواطنون "انتصرت المقاومة" مهللين "الله اكبر". وقال احد المحتفلين وهو صالح ابو سكران 30 عاما "جئت لاعبر عن فرحتي واحتفل بالنصر المؤزر للمقاومة وكتائب القسام في حرب الايام الثمانية". واشار الشاب الذي اصطحب بناته الثلاثة على دراجته النارية "في الحرب لم نكن نخرج الا للصلاة في المسجد المجاور..الان نحن في شوارع غزة للاحتفال بالنصر وفي تل ابيب في بيوتهم مهزومين" لكنه تابع "لا امان لاسرائيل دائما يخترقون الهدنة". وتقول الطفلة روان 11 عاما "جئت لاتفرج على الحفل عشان احنا انتصرنا" وتضيف شقيقتها الصغرى براء "انا مبسوطة انتصرنا على اليهود". ووزعت الحلوى والشوكولاتة على المحتفلين في الشوارع. وتقول الطفلة ريم ريشة 12 عاما "جئت مع اخوتي لاحتفل بالنصر، لا قصف بعد اليوم" وتضيف "كنا مثل المحبوسين في البيت لان الطائرات (الاسرائيلية) كانت تقصف كل شيء ،احنا اليوم نفوز على اسرائيل". وقرب مجمع "السرايا" الذي دمرت مبانيه مقاتلات اسرائيلية وسط مدينة غزة حيث تجمع اكثر من الف شخص، وصلت سيارة جيب من نوع ماغنوم بداخلها خمسة مقاتلين يحملون اسلحة من نوع كلاشينكوف واطلقوا النار في الهواء وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا اقصى، بالروح بالدم نفديك يا غزة" ويرد المحتفلون من اعمار مختلفة "اضرب اضرب يا قسام". وفيما كان عشرات المسلحين يجوبون شوارع مدينة غزة بسياراتهم ويطلقون النار في الهواء، رفع المحتفلون اعلام فلسطين ورايات حركة حماس وهم يرددون هتافات منها "يا قسامي يا حبيب اضرب اضرب تل ابيب". وقال ملسح قال يدعى ابو عبد الله وقال انه من كتائب القسام "قبل قليل كنا نطلق النار والصواريخ على المدن في عمق الكيان من تحت الارض والان نطلق النار في الهواء ابتهاجا بنصر المقاومة من فوق الارض". وتابع "لن يستطيع الكيان الصهيوني خرق التهدئة لان اي خرق يدرك انه سيقابل برد القسام فورا". وقبل دقائق من بدء التهدئة، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات عنيفة في قطاع غزة اسفرت احداها عن مقتل فلسطيني في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة واصابة ثلاثة اخرين وفقا لوزارة الصحة في حكومة حماس المقالة. وفي تصريح مقتضب، قال اسماعيل هنية رئيس وزارء حكومة حماس "راضون عن هذا الاتفاق وفخورون بشعبنا ومقاومته وشاكرين لمصر دورها". واخذت مساجد غزة بالتكبير عبر مكبرات الصوت والثناء على "المقاومة". وحمل المواطنون الاعلام المصرية امام مستشفى الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، كما شارك عدد من عناصر كتائب القسام في المسيرات التي انطلقت في شوارع المدينة. وبدأ اكثر من عشرة الاف فلسطيني لجأوا منذ امس الثلاثاء الى مدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية الانروا بسبب شدة القصف الاسرائيلي العودة الى منازلهم في شمال قطاع غزة. وتوعد سامي ابو زهري الناطق باسم حماس في كلمة القاها امام الصحافيين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة مساء الاربعاء ان "المقاومة" الفلسطينية ستضرب تل ابيب اذا نفذت اسرائيل اي هجوم على غزة. وقال ابو زهري "نقول للمحتل ان عدتم عدنا ضمانتنا مقاومتنا وقسامنا...ان ضربتم في غزة بعد ذلك سنضرب في تل الربيع (تل ابيب) وما بعد تل الربيع". واضاف "سنبقى على العهد وهذا الطريق اثبت جدارته في مواجهة الاحتلال ونهدي هذا النصر العظيم لروح الشهيد القائد احمد الجعبري" وتابع "انتصرت حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني. هذه المعركة التاريخية تعتبر معركة تؤسس لعمليات التحرير لارضنا الفلسطينية لكل ذرة من ترابنا الفلسطينية". وفي بيان تلقت فرانس برس نسخة منه قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس ان معركتها مع اسرائيل "انتصرت" معلنة انها اطلقت منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية "1573 قذيفة صاروخية واستهدفت طائرات الاحتلال وبوارجه والياته" والمدن الاسرائيلية. واكدت القسام انها "استخدمت لاول مرة صواريخ بعيدة المدى بعضها محلي الصنع ضربت حتى 80 كيلومتر في هرتسيليا ودكت لاول مرة في تاريخ الصراع تل الربيع والقدس المحتلة وارغمت قيادة الاحتلال على رفع الراية البيضاء". وخرج الاف الفلسطينيين في مسيرات عفوية في قطاع غزة احتفالا ب"انتصار المقاومة" بعيد بدء دخول اتفاق وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيز التنفيذ في التاسعة مساء بتوقيت غزة. وامتلات الشوارع بالسيارات والمارة بعد ان كانت خالية الا من سيارات الاسعاف والاطفائيات في اغلب الاحيان. وجاء اتفاق التهدئة بعد ثمانية ايام من بدء اسرائيل عملية عسكرية دامية على قطاع غزة اسفرت عن نحو 160 قتيلا فلسطينيا اضافة الى اكثر من 1225 جريحا، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.