اوقفت قوات الأمن الأردنية أمس احد المشتبه بتورطهم في تنفيذ الهجوم بصواريخ الكاتيوشا على مرفأي العقبة وايلات على البحر الأحمر الجمعة والذي أودى بحياة جندي أردني وإصابة اثنين آخرين. وقالت مصادر قريبة من التحقيق ل"الحياة"ان قوات الأمن"أوقفت مساء أمس رجلاً يقود سيارته على احد الحواجز يُعتقد انه عراقي وله علاقة بحادث اطلاق الصواريخ"، وهو الرابع لخلايا ارهابية ناشطة في منطقة البحر الاحمر. وواصلت قوات الأمن نصب حواجز التفتيش على الطرق الرئيسية في العقبة وفي منطقتي الشلالة والبلد القديمة والمنطقة الصناعية. ويحمل رجال امن مدججون بالسلاح أثناء التأكد من الوثائق الشخصية بعض الصور والأسماء التي يعتقد أنها للمشتبه بهم الاربعة الذين تبحث عنهم قوات الأمن فيما استمرت الحركة الاعتيادية في أسواق المدينة السياحية وفنادقها. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة"إن قوات الأمن"عثرت في موقع إطلاق الصواريخ على 4 قذائف من نوع كاتيوشا لم تنفجر لأسباب فنية". وأشارت الى ان رؤوس الصواريخ المستعملة في الاعتداءات"عراقية الصنع لكن قواعدها وأجهزة إطلاقها تبدو كأنها من انتاج أردني". وتم اطلاق الصواريخ الثلاثة بواسطة"جهاز توقيت أو تفجير عن بعد"عُثر عليه في مستودع في المنطقة الصناعية استأجره 4 أشخاص يحملون جنسيات عراقية وسورية ومصرية قبل أيام من الحادث. وقال شهود عيان في ميناء العقبة إن البارجة الاميركية، التي أخطأها أحد الصواريخ، عادت أمس إلى المياه الإقليمية الأردنية، بينما قال آخرون ان"البوارج الأميركية موجودة باستمرار في الميناء لنقل معدات الى القوات الأميركية في المنطقة". ونفت المصادر الأردنية ان يكون الصاروخ مر فوق البارجة الاميركية"يو. آس. اس. اش لاند"، مؤكدة ان الصاروخ سقط على بعد نحو 150 متراً من مكان رسو البارجة ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أردنيين يحرسون مستودعاً للجيش الأردني وكانت إصابة احدهم مباشرة في الرقبة فأدت إلى وفاته على الفور، ونقل الآخران إلى المستشفى العسكري في المدينة فتبين ان احدهم أصيب بشظية بالظهر وحاله جيدة أما الثالث فغادر المستشفى حسب المصادر الطبية. وفي مدينة السلط غرب عمان شيع أمس جثمان الجندي الأردني احمد جمال النجداوي 23 عاماً بحضور الأمير فيصل بن الحسين نائب الملك وعدد من الأمراء والمسؤولين الأردنيين في جنازة عسكرية. وواصلت الأحزاب والفعاليات الرسمية والشعبية استنكار حادث إطلاق الصواريخ وتمهلت قيادة"حزب جبهة العمل الإسلامي"في إصدار بيان مؤكدة"رفضها استهداف المدنيين"، لكنها ألمحت إلى رفض إدانة أي عمل عسكري يستهدف قوات اميركية. وقال حذيفة عزام نجل"الشهيد عبدالله عزام"، الذي أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم والده، انه يرفض ان ينسب أي تنظيم إلى أبيه"الشهيد عبدالله عزام"أعماله الإرهابية واصفاً عملية العقبة ب"الأجرام وقتل واستباحة لدماء المسلمين". وقال مصدر امني اردني، رفض ذكر اسمه، ل"اسوشييتد برس"انه"تم توقيف عدد غير محدود من الاردنيين والسوريين والعراقيين والمصريين الجمعة والسبت ضمن التحقيق في الحادث"، لكنه قال"ان احداً منهم لم تُوجه اليه تهمة الاشتراك في الهجوم الصاروخي". تحقيق سري ورفض وزير الداخلية الاردني عوني يرفاس، رداً على سؤال امس السبت، كشف هويات المشتبه بهم الذين تبحث عنهم الشرطة، إلا ان شهوداً افادوا بأن رجال الامن"يحملون على الحواجز صوراً لبعض من هؤلاء". وقال يرفاس ان"السلطات لن تنشر معلومات التي قد تؤثر في سير التحقيق الذي سيستمر بسرية تامة". وأوضح انه"تم العثور على قاذفات الصواريخ في المستودع"الذي اطلقت منه. وكان مسؤول أردني أكد الجمعة العثور على"عوادم الكاتيوشا وآثار بارود في المستودع". وذكرت"اسوشييتد برس"ان مصدر الصواريخ"لم يُحدد بعد"و"إن كان حزب الله يملك الآلاف منها". لكن السلطات الأمنية الأردنيية لا تزال ترفض الحديث عن مصدر الصواريخ"قبل استكمال التحقيقات". وقال مسؤول امني رفيع في بيروت ل"اسوشييتد برس"ان"لا علاقة للبنان او اللبنانيين باطلاق صواريخ العقبة". كما رفض مسؤول في"حزب الله"، اتصلت به الوكالة في بيروت، التعليق على الحادث.