قتل جندي أردني أمس فيما أصيب آخر بجروح خطيرة اثر هجوم بقذيفتين على بارجة «مدمرة» أمريكية تتواجد في الميناء منذ أسبوع لإجراء تدريبات مشتركة مع الجيش الأردني. فيما سقط صاروخ ثالث على منتجع ايلات جنوب إسرائيل دون الإعلان عن أي إصابات. وقالت مصادر ل «الرياض» ان السلطات الأردنية اعتقلت شخصين ورحلتهما الى عمان » . وصرحت مصادر رفيعة المستوى أنه :« جرى اطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من احد المستودعات فى احدى المناطق بالعقبة اصاب احدها مستودعا للقوات المسلحة الاردنية يقع على رصيف الميناء وتسبب فى استشهاد احد العسكريين وهو الشهيد الجندي احمد جمال صالح النجداوي واصابة اخر بجروح فيما انفجر الصاروخ الثاني بالقرب من المستشفى العسكرى وانفجر الثالث في منطقة ايلات الاسرائيلية» . وقالت ذات المصادر : «ان التحقيقات الاولية تفيد ان المستودع كان قد استؤجر قبل عدة ايام من قبل اشخاص يحملون الجنسيتين العراقية والمصرية » . وقالت المصادر «ان البارجة الأمريكية كانت راسية على الرصيف رقم « 7» في ميناء العقبة الرئيسي وقد أطلق عليها صاروخان في الساعة الثامنة والنصف صباحا وصل واحد منها إلى منطقة الرسو لكنه لم يصب الباخرة وأصاب الهنجر رقم « 5 » على الرصيف ذاته فيما سقط الصاروخ الآخر - القذيفة - في ميدان لتدريب المشاة تابع لمستشفى الأميرة هيا العسكري نتج عنه مقتل جندي وإصابة آخر بجروح بليغة» . وحددت المصادر ان« البارجة الأمريكية «اشلاند » التي استهدفها الهجوم وسفينة أخرى قد « غادرتا الميناء ». وحددت الجهات الأمنية المسئولة عن التحقيق مكان إطلاق القذائف بالمنطقة الحرفية التي تبعد ( 8 ) كيلومترات شمال رسو الباخرة وقالت إن القذائف انطلقت من مخزن مستأجر . وقد ضربت القوات الأردنية طوقا أمنيا مشددا على الميناء وأغلقت بواباته الأربع وانتشرت قوات الأمن في المدينة . وصرح وزير الداخلية عوني يرفاس أن انفجارا حدث في مدينة العقبة (328 كلم جنوب، على البحر الأحمر) فيما أفاد شهود عيان أن انفجارين وقعا في الميناء حيث ترسو سفن وبوارج حربية اميركية. وقال يرفاس «لقد سمع دوي انفجار لكن التحريات جارية حاليا لمعرفة أسبابه». ولفت إلى أن:« الجانبين الأردني والإسرائيلي يتعاونان في التحقيق » . واستبعد مراقبون ما أدلى به مسئول فضل عدم ذكر اسمه من أن الانفجارين «ليسا ناجمين عن عمل إرهابي وفقا للتحقيقات الأولية» وإنما حصلا نتيجة سوء التخزين أو احتكاك ما. وذلك بسبب تزامن وقوع الصاروخين على ميناء العقبة مع سقوط صاروخ آخر استهدف ميناء ايلات الإسرائيلي المحاذي للعقبة الأردنية. وأعلنت أمس السلطات الأردنية مدينة العقبة منطقة عسكرية مغلقة إثر الهجوم وعممت السلطات على كافة نقاط التفتيش والدوريات العسكرية أسماء ستة أشخاص أربعة منهم عراقيون واثنان مصريان يشتبه بتنفيذهما الهجوم . وذكرت وكالة الانباء الاردنية «بترا» ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني اجرى اتصالين مع نائبه الأمير فيصل ورئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران اطمأن فيهما على الوضع في مدينة العقبة عقب انفجار الصاروخين اللذين استهدفا مستشفى الأميرة هيا العسكري واحد مستودعات القوات المسلحة. وقال ان الفئة الضالة التي نفذت الاعتداء الاجرامي الذي اودى بحياة ابننا الشهيد احمد النجداوي لا تمت بأي صلة لهذا الوطن ولا لتقاليدنا العربية الاصيلة وقيم الاسلام العظيمة ورسالته السمحة. وتوعد الملك عبدالله بملاحقة كل الذين يعبثون بأمن الوطن واستقراره. وقال الملك ان هذا الحادث الاجرامي لن يثني الاردن عن اداء رسالته في ابراز صوت الحق والاعتدال واظهار صورة الاسلام الحقيقية التي يسعى الارهابيون لتشويهها. وفي الوقت الذي تشتبه فيه السلطات بأن تنظيم القاعدة نفذ الهجوم أعلن التنظيم رسميا أمس في بيان على شبكة الانترنت صادر عن فرعه - بلاد الشام وأرض الكنانة - مسؤوليته عن الهجوم . وقال البيان إن :« كتائب الشهيد عبد الله عزام قد نفذت الهجوم وقد رجع المنفذون الى مواقعهم سالمين »، ومن المعلوم أن كتائب عبد الله عزام قد أعلنت في 23 تموز الماضي مسؤوليتها عن تفجيرات شرم الشيخ . وكانت السلطات قد أعلنت أن اربعة اشخاص يحملون الجنسيتين العراقية والمصرية قد استأجروا المستودع الذي انطلقت منه الصواريخ قبل أربعة أيام موضحة أن الصواريخ نصبت ليل الخميس - الجمعة من قبل ثلاثة أشخاص على الأقل . وقالت مصادر أمنية ان المشتبه فيهم كانوا يستخدمون مركبتين الأولى تحمل لوحة أرقام كويتية والثانية تحمل لوحة أرقام سعودية وذلك لإبعاد الأنظار عنهم خصوصا مع تزايد أعداد السياح العرب القادمين الى العقبة وبالذات السعوديين والكويتيين . وفي معلومات غير مؤكدة قالت مصادر ل « الرياض » ان السلطات الأردنية اعتقلت عراقيين مشتبه فيهما بالضلوع في تنفيذ الهجوم « فيما عممت صور باقي المشتبه فيهم على النقاط الأمنية . وقالت ذات المصادر : «ان التحقيقات الاولية تفيد ان المستودع كان قد استؤجر قبل عدة ايام من قبل أربعة عراقيين». ويذكر أن ميناء العقبة الأردني قد شهد نشاطا سياحيا واستثماريا كبيرا في الآونة الأخيرة. فضلا عن أنه محور مهم للعراق يستخدمه الجيش الأمريكي للتزود بالوقود والمياه والطعام بالإضافة إلى استخدامه في نقل سلع أخرى. كما يذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أطلق خارطة الطريق في عام 2002 من مدينة العقبة بوجود الملك عبد الله وأرئيل شارون ومحمود عباس . ومن المعلوم أن البوارج الأمريكية تحمل طائرات ذات إقلاع عمودي من نوع هيلوكبتر « وهارير » وتشينوك لحماية المشاة البحرية وتقوم عادة هذه البوارج بعمليات التدريب المشترك وتبادل الخبرات مع قوات الدول الصديقة، وتسمى قوة ضاربة وتنفذ عمليات سريعة وخفيفة خارج اراضي الولاياتالمتحدة. إلى ذلك نفت البحرية الاميركية في بيان تضرر اي من سفنها او اصابة اي من افراد طواقمها في ميناء العقبة الاردني الذي تعرض صباح أمس الجمعة لاطلاق صواريخ. وقال البيان الذي اصدره الاسطول الخامس في البحرية الاميركية الراسي في المنامة (البحرين) ان «ايا من بحارة السفينتين العسكريتين «يو اس اس اشلاند» و«يو اس اس كيرساج» الراسيتين في ميناء العقبة الاردني لم يصب بأذى خلال تعرض الميناء لما يبدو انه هجوم صاروخي». وأضاف البيان «قرابة الساعة 8,44 بالتوقيت المحلي (5,44 ت غ) حلق ما يشتبه في انه صاروخ فوق مقدم السفينة «يو اس اس اشلاند» قبل ان يصيب مستودعا على الرصيف القريب من مكان رسو السفينتين». وتابع ان الصاروخ المفترض «احدث في سقف المستودع فجوة قطرها حوالي مترين ونصف متر، ولم يصب اي بحار في الهجوم». وصرح المقدم تشارلي براون لاحقا لوكالة فرانس برس ان السفينتين العسكريتين الاميركيتين، وهما الوحيدتان اللتان كانتا راسيتين في ميناء العقبة لحظة الهجوم، غادرتا الميناء «فورا بعد» الحادث. وقال «انهما سلكتا (وجهة اخرى) ولكن لا يمكننا كشف تفاصيل العمليات المقبلة».