صرح وزير الداخلية الأردني عوني يرفاس أمس عن وجود تقدم في التحقيقات المتعلقة بالجريمة الإرهابية التي استهدفت مدينة العقبة ( جنوب عمان ) الجمعة الماضية، وقال إن «التحقيقات سائرة إلى الأمام في هذه القضية التي تهم كل مواطن». وأضاف يرفاس أن الأجهزة الأمنية تحقق مع أشخاص يشتبه في تورطهم بهذه العملية الإجرامية. وبين أن التحقيقات مستمرة لكشف المجرمين وإحالتهم للقضاء. وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر أردنية مقربة من التحقيق ل«الرياض» بمعلومات مفادها «بأن صواريخ الكاتيوشا التي استخدمت في العقبة قد أطلقت بواسطة التحكم عن بعد وهي بالأصل سبعة أطلق منها ثلاثة وعطلت الأربعة الباقية لعطل فني على ما يبدو». وأشارت إلى أن أهداف تلك الصواريخ كانت مصوبة في غالبيتها نحو البارجة الأمريكية وايلات وواحد على الأقل نحو احد الفنادق في العقبة. وقالت إن الجهات المختصة تفحص حاليا منصات الكاتيوشا حيث تشير دلائل غير قطعية إنها مصنعة داخل الأردن وتم جلب رؤوس الصواريخ من العراق أو جرى تطوير قاعدة الكاتيوشا، إذ إن مدى الكاتيوشا الأقصى هو نحو 10 كيلو مترات بينما تبعد مدينة ايلات التي ضربت بأحد تلك الصواريخ عن العقبة نحو 18 كيلو متراً . وأوضحت أن التحقيقات مع عدد من المشتبه بهم الذين قبض عليهم أمس أفضى إلى اعتقال عراقي له صلة في العملية لافتا إلى إن التحقيق المكثف الجاري معه قد يفضي إلى معلومات قيمة. إلى ذلك قال مسؤول أردني رفيع المستوى أن حكومة بلاده ستبدأ في إعداد خطط لمكافحة «الإرهاب» إثر الهجمات الصاروخية التي تعرض لها ميناء العقبة (جنوب الأردن) الجمعة الماضية لكن المسؤول لم يكشف عن طبيعة هذه الخطط أو إطارها العام خصوصا وأن السلطات فرضت حظرا على نشر أي نتائج غير رسمية عن نتيجة التحقيقات في الهجوم . وتابع أن الأمن ما زال يتعقب أربعة أشخاص استأجروا المخزن الذي انطلقت منه الصواريخ اثنان منهم يحملان الجنسية العراقية ومصري وسوري كما أنها اعتقلت الأردني الذي قام بتأجير المخزن لهم. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» عن المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن العمل الإرهابي الذي استهدف بلاده لن يمنع الحكومة من إعداد خطط لمكافحة (الإرهاب) بجميع أشكاله. وأعطى المسؤول هذه التصريحات بعد جلسة استثنائية عقدتها الحكومة لمناقشة نتيجة التحقيقات في أول عمل «إرهابي» نفذ في الأردن منذ تشرين الثاني - أكتوبر 2002 تاريخ مقتل الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في عمان . وقال إن الحكومة ستضرب بيد من حديد ضد من يحاولون إحداث دمار بمقدرات البلاد وأمن مواطنيها. وقال إن حكومته تتابع باهتمام بالغ نتيجة التحقيقات لكنه لم يتطر ق إلى تفاصيل. وكانت السلطات قد أعلنت أن عناصر من الأمن تعقبت أمس عددا من الاشخاص يحملون جنسيات مصرية وعراقية وسورية يشتبه في أنهم منفذو الهجوم الصاروخي. وتنظر محكمة أمن الدولة الاردنية حاليا في قضية عشرات من المشتبه بهم الذين ينتمون إلى شبكات متعددة متهمة بالتخطيط لشن هجمات ضد أهداف أردنية وأمريكية وإسرائيلية . ويقود أكبر خلية عزمي الجيوسي وهو مساعد للمطلوب أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق. واعترف الجيوسي قائد تنظيم «كتائب التوحيد» الذي اعتقل في نيسان - أبريل 2004 مع سبعة آخرين بالتخطيط لتنفيذ أول هجوم كيماوي في البلاد يستهدف السفارة الامريكية في عمان ومقر جهاز الاستخبارات العامة ورئاسة الوزراء وميناء العقبة وايلات .