قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"امس ان المسؤولين السوريين يدرسون نتائج"المحادثات الرسمية"بين المستشار القانوني في وزارة الخارجية الدكتور رياض الداودي والقاضي الالماني ديتلف ميليس في شأن"مكان استجواب المسؤولين والآليات القانونية"لذلك. وفي لندن ابلغت مصادر مطلعة"الحياة"بأن هناك بحثاً بين دمشق والامم المتحدة حول امكان اجراء الاستجوابات في احدى المدن القبرصية، باعتبارها أسهل للطرفين من الناحية اللوجستية. وقالت ان الجانب السوري لم يرفض اقتراح مدينة كولون الالمانية ولم يبد موقفه النهائي منه. وبعد عودة وزير الخارجية فاروق الشرع ونائبه وليد المعلم من اجتماع الوفاق العراقي في القاهرة وعودة الدكتور الداودي والسفير احمد عرنوس، اجتمع امس مسؤولون في الخارجية السورية لاجراء"دراسة معمقة"لنتائج محادثات الداودي مع ميليس التي شارك فيها بصفة غير رسمية السفير عرنوس. ولم تكشف المصادر السورية عن طبيعية"الاحتمالات المطروحة"، واكتفت بالقول ان"الموضوع حساس ودقيق وفي حاجة الى قرار قيادي قبل تعميمه على جميع المؤسسات الرسمية". وكانت مصادر مطلعة قالت ل"الحياة"اول امس ان الداودي اقترح رسمياً حصول الاستجوابات في مقر"القوات الدولية لفك الاشتباك بين سورية واسرائيل"اندوف بين دمشق والجولان المحتل، مع تلميحها الى ان ميليس اقترح مكاناً ثالثاً، بعدما ابلغ الداودي ان اجراء الاستجوابات في مقر"مونتيفردي"قرب بيروت"لم يعد وارداً". والنقطة الثانية، التي أثارها الداودي مع ميليس كانت توقيع"مذكرة تفاهم"بين اللجنتين الدولية والسورية، ذلك ان دمشق كانت بعثت الى القاضي الالماني مسودتها مع الاستعداد لادخال تعديلات فيها. وتضمنت المذكرة نقاطاً عدة بينها ضرورة توفر الدليل الملموس قبل الاشتباه باي شخص وضرورة ان توكل مهمة توقيف أي شخص الى الهيئة القضائية السورية. ولاحظت مصادر امس"مؤشرين ايجابيين"في لقاء الداودي وميليس يتعلقان ب"اسقاط مونتيفردي"من الخيارات والاتفاق على مواصلة التواصل بينهما". في غضون ذلك، واصلت وسائل الاعلام السورية الرسمية والخاصة انتقاداتها الى اركان الحكم في لبنان. واتهمت صحيفة"تشرين"الحكومية"تيار المستقبل"برئاسة النائب سعد الحريري ب"التساوق مع رمز القوى المتعاونة مع العدو الصهيوني في الحرب الاهلية"، معتبرة"التزام"الرئيس فؤاد السنيورة نزع سلاح حزب الله"خروجاً عن بيانه الوزاري". ومن جهتها، قالت مجلة"الاقتصادية"الخاصة ان"ما يخطط له سعد الحريري وازلامه بايعاز وتوجيه من دول كبرى، اصبح قيد التنفيذ. والحريري الصغير تحول الى ممول الى تيار يعمل بكل امكاناته لحبك المؤامرات وتنفيذ الخطط التي ترسم في الخارج وتطبق في لبنان. وآخر ما يحاوله هذا التيار بمساندة من وليد جنبلاط وازلامه، زج سورية في الشأن الداخلي في محاولة لاستصدار ادانة دولية لما سيسمى التدخل السوري في لبنان". وزادت ان تحرك الحريري"جاء نتيجة تعلميات صدرت في واشنطن مباشرة تهدف الى فرض المزيد من الضغوط على سورية في مجلس الامن تمهيدا لفرض عقوبات اقتصادية سميت بالعقوبات الذكية".