اكدت مصادر في دمشقوالاممالمتحدة ان المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية الدكتور رياض الداودي يلتقي اليوم القاضي الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في مدينة برشلونة الاسبانية اليوم، الجمعة، للبحث في مكان استجواب المسؤولين السوريين الستة وزمانه. وفيما اكدت مصادر اميركية في الاممالمتحدة الدعم المطلق لميليس وعدم التدخل في مهمته او عرقلتها، قالت مصادر اخرى ان واشنطن بعثت برسالة الى الامين العام للامم المتحدة مفادها:"ابعد عن طريق ميليس". وقالت مصادر مطلعة في دمشق ان الهدف من"اللقاء الرسمي"بين الداودي وميليس اليوم هو تقديم اقتراح سورية اجراء الاستجوابات في مقر القوات الدولية لفك الاشتباك بين سورية واسرائيل اندوف في الجولان. وأوضحت المصادر ان دمشق"تفضل هذا المكان كأولوية اولى على أي اقتراح آخر"، بما في ذلك احتمال اثارة ميليس احتمال حصول الاستجوابات في مدينة كولون الالمانية او في الاراضي التركية. وعلمت"الحياة"امس ان الرئيس بشار الاسد اقترح في رسائله الى قادة 13 دولة عضواً في مجلس الامن حصول اللقاءات في مقر قيادة"اندوف"في نبع الفوار بين دمشق والمرتفعات السورية المحتلة، علما ان فرنسا واميركا لم تتسلما رسالة من الاسد. واوضحت المصادر ان سورية تفضل مقر"اندوف"لأسباب عدة بينها"اولاً، انه ارض سورية وبحماية دولية في الداخل والخارج. ثانياً، المكان جاهز وليس هناك أي داع لتأشيرة دخول لميليس بحيث يستطيع العمل في شكل مباشر. ثالثا، يمكنه استخدام طائرة تابعة للامم المتحدة كي يتنقل بين مونتي فيردي ونبع الفوار. رابعا، لايثير هذا الموقع أي مشاكل سورية - لبنانية على عكس مونتي فيردي". وقالت المصادر الديبلوماسية الغربية ان موسكو"بدت مقتنعه"بهذا الخيار"، الامر الذي يرجح احتمال الموافقة عليه. وتابعت ان حصول ذلك"يفتح الباب امام احتمال توقيع مذكرة تفاهم مع استعداد دمشق لاي تعديلات يقترحها ميليس على المسودة التي كان أرسلها وزير العدل محمد الغفري في 9 الشهر الجاري، ولم يوافق القاضي الالماني على البحث فيها". وكان ميليس اقترح حصول اللقاء بينه وبين الداودي اما اليوم الجمعة او غداً. لكن الخارجية السورية استعجلت حصول"اللقاء الرسمي"، علما ان القاضي الالماني اعتبر ان لقاءه الاخير مع الداودي في"مونتي فيردي"في 9 الشهر الجاري"غير رسمي". وفي نيويورك، أعلن الناطق باسم السفير الاميركي لدى الأممالمتحدة، ريتشارد غرينسل"إننا ندعم السيد ميليس دعماً قاطعاً ونريد ان نتأكد قطعاً بأنه يقوم بعمله بلا اي تدخل أو عرقلة على الإطلاق". وبحسب مصادر ديبلوماسية،"بعثت الولاياتالمتحدة برسائل الى الأمين العام كوفي انان فحواها إبعد عن طريق ميليس". وأكد ستيفان دوجاريك الناطق باسم انان ان اجتماعاً سيعقد اليوم في برشلونة بين ميليس والداودي، لكنه نفى قيام كوفي الامين العام بدور"المفاوض الوسيط"بين الرئيس الاسد وبين ميليس. وقال:"إن الامين العام لم يتوسط بين الرئيس الاسد والسيد ميليس"، وانما ما حدث هو عبارة عن"مستويين من المحادثات"، احدهما على مستوى انان والأسد، والآخر على مستوى ميليس ونظرائه. وأكد دوجاريك ان الأمين العام تحدث هاتفياً مع الرئيس السوري مرات عدة آخرها محادثة هاتفية بينهما ليل الاربعاء. وقال"ان الامين العام مستمر بتوقع ما وعده به السوريون بأنهم سيتعاونون"مع ميليس والتحقيق. وشدد على ان رأي انان هو ان"ميليس هو المسؤول عن التحقيق الذي يقوم به، وانه هو الطرف الذي يقرر أين يذهب لإجراء المقابلات"مع المسؤولين السوريين الستة الذين يريد استجوابهم، بعدما صنفهم"مشتبه بهم"في التورط باغتيال الحريري. وبحسب دوجاريك، كان انان وميليس على اتصال دائم هاتفياً اثناء قيام انان بالاتصالات مع الأسد. وقالت مصادر في الأمانة العامة، ان انان بأن يؤدي اجتماع برشلونة الى"إزالة العراقيل"امام الاتفاق على مكان استجواب المسؤولين السوريين الستة. واضافت ان"هذا هو الاجتماع الذي سيضع السوريين على المحك ليبينوا ان كانوا حقاً ينوون التعاون أم لا". وبحسب المصادر الديبلوماسية الغربية فإن الدور الذي لعبه انان قد يكون أفاد في"زج الحكومة السورية في زاوية ايضاح نياتها بالتعاون أو عدم التعاون"، لكن الإدارة الاميركية غير راضية عن الدور الذي لعبه انان باعتباره"ساعد في المماطلة"، علماً أن"لكل يوم قيمة الآن"، بعدما ابلغ ميليس الاميركيين وغيرهم انه"لن يستمر في مهمته بعد 15 كانون الأول ديسمبر موعد تسليم تقريره"، بحسب المصادر.