سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرادعي يطالب ايران بالشفافية في برنامجها ... والتشدد معها يواجه معارضة داخل وكالة الطاقة . طهران تقارن نتائج "تنازلاتها" النووية بما حققته بيونغيانغ عبر التشدد
أجرت الاوساط السياسية الايرانية امس، تقويماً لما انجزته طهران من خلال اعتماد الليونة في مفاوضاتها النووية مع الغرب، مقارنة بالمكاسب التي حققتها كوريا الشمالية عبر التشدد في مفاوضاتها مع اميركا في بكين هذا الاسبوع. ويأتي ذلك في وقت تترقب طهران احالة ملفها النووي الى مجلس الامن نتيجة مداولات في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستمر الى نهاية الاسبوع الجاري. راجع ص 7 ولاحظت الاوساط الايرانية ان بيونغيانغ استطاعت ان تخرج من محادثات بكين وجعبتها محملة بالارباح والانجازات، ثمناً لاعلان عودتها للانضمام الى معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل، اضافة الى حصولها على ضمانات محسوسة ومؤكدة بشأن عدم تعرضها لأي اعتداء من جانب الولاياتالمتحدة، الى جانب حصولها على مفاعل يعمل بالماء الخفيف لاهداف نووية سلمية. ونالت بيونغيانغ في الاتفاق الذي ابرم في بكين امس، ما لم تتمكن طهران من انتزاعه من المجتمع الدولي عبر مفاوضاتها مع الترويكا الاوروبية وتعليقها نشاطها النووي لاشهر عدة. وفي مقدم المكاسب الكورية الشمالية، اقرار حق بيونغيانغ في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية ومنحها مساعدات عينية، اضافة الى درس واشنطن اقامة علاقات ديبلوماسية معها. ويأتي الاعلان عن الاتفاق مع الكوريين، في وقت وجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي تحذيراً صريحاً الى ايران امس، معتبراً انه يتعين عليها بذل كل ما في وسعها للتوصل الى الشفافية التامة في شأن نشاطاتها النووية الحساسة، كي تتمكن الوكالة من الإلمام بخفايا البرنامج الإيراني والتحقق من وفاء طهران بالتزاماتها الدولية. وجاء كلام البرادعي في مستهل اجتماع مجلس محافظي الوكالة في مقرها في فيينا في وقت أكد الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني ان بلاده على استعداد لاستئناف مفاوضاتها مع الترويكا الاوروبية، على اساس قرارات وقوانين الوكالة الدولية وروح معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل. وشدد لاريجاني المكلف المفاوضات مع الغرب في هذا الشأن على ان بلاده لن تقبل بأن تمارس عليها ضغوط وتفرض عليها شروط غير منطقية، مهدداً بأن طهران ستعيد عندها النظر في الخطوات التي اتخذتها. وفي وقت اعتبرت واشنطن ومعها عواصم غربية عدة ان الوقت حان لاحالة ايران الى مجلس الامن، توقعت مصادر ديبلوماسية في فيينا امس، أن يواجه مجلس محافظي الوكالة الدولية صعوبة في التوصل إلى صيغة توافقية لمشروع قرار في هذا الشأن. وأشارت المصادر التي تحدثت ل"الحياة"الى تباينات في الرأي في شأن الاسلوب الأمثل للتعاطي مع هذا الملف. ورجحت ان يضطر المجلس إلى اللجوء للتصويت على مشروع القرار بعد فشله في التوصل إلى اتفاق حوله، في ظل وجود اعتراضات من دول عضو في الوكالة ترفض إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن. وذكرت المصادر أن الدول العربية الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة وهي تونس والجزائر واليمن ستمتنع عن التصويت على قرار الاحالة. وتواجه 18 دولة تؤيد احالة الملف إلى مجلس الأمن، معارضة من دول عدم الانحياز، اضافة الى الصين وروسيا اللتين تسعيان إلى عرقلة تمرير القرار في هذا الاتجاه.