اكد كبير المفاوضين الإيرانيين الى اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حسين موسويان التزام طهران تعهداتها للاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم وجميع الأنشطة المتعلقة بالتخصيب، موضحاً ان الطلب الذي صدر الأربعاء عشية اجتماع فيينا لاستثناء 20 جهاز طرد مركزي "ليس مهماً جداً"، وقال: "ايران لن تستخدم هذا الاستثناء لتخصيب اليورانيوم". البرادعي متفائل وأعرب المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي عن تفاؤله في شأن موافقة ايران على تجميد عملياتها والتوصل الى اتفاق حول قرار تسوية، قائلاً: "انا متفائل على هذين الصعيدين". وكانت المشاورات المكثفة تواصلت امس بين الإيرانيين والأوروبيين ودول عدم الانحياز التي اقترحت نص قرار تسوية مع طهران. واعتبر الرئيس الإيراني محمد خاتمي ان المفاوضات التي تخوضها دول عدم الانحياز مع الدول الأوروبية لإدخال تعديلات على المسودة "هي مفاوضات ثقيلة"، نافياً ان تكون مسودة القرار الأوروبية مسودة جيدة بالنسبة الى ايران، وشدد على ان ايران تعارض سياسة التجزئة التي يمارسها بعض الدول، في اشارة منه لدور الولاياتالمتحدة في دعم اسرائيل وتشددها في الملف النووي. وكان طلب الاستثناء الإيراني اثار غضب واشنطن التي تتهم طهران بمحاولة صنع قنبلة ذرية على رغم النفي الإيراني وضع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني الشيخ هاشمي رفسنجاني الأزمة التي تواجهها ايران مع الوكالة الدولية للطاقة في اطار المواجهة بين طهرانوواشنطن. وقال في خطبة الجمعة: "اذا كانت ايران تعتبر مستقرة وثابتة فإن باستطاعتها الوقوف في وجه الطغيان والعربدة الأميركية بقوة وأن تطالب بحقوقها ولا تنحني امام التهديدات التي تطلقها الولاياتالمتحدة". وعتب سكرتير مجلس صيانة الدستور احمد جنتي في خطبة الجمعة على الموقف الأوروبي ومسودة القرار الذي تقدمت به الترويكا الأوروبية، وأمل ان تبقى اوروبا وفية للتعهدات والالتزامات التي قدمتها لإيران خلال اجتماع الوكالة. ولم يستبعد عرقلة اميركية، لكنه في المقابل كشف عن ان الأجواء التي تسود اجتماع الوكالة "تعتبر جيدة"، مؤكداً "انتهاء المخاوف من امكان إحالة الملف الإيراني الى مجلس الأمن الدولي لأن الموضوع الإيراني في مساره الطبيعي". من جهته، قال احد ابرز شخصيات التيار المتشدد بين المحافظين حسين شريعتمداري "ان مسودة القرار الذي قدمته الترويكا تشير الى ان اوروبا وضعت اتفاق باريس تحت اقدامها بأسرع مما كان متوقعاً". وتوقعت مصادر سياسية ان تسعى ايران الى إيجاد مخرج لمسألة استمرار العمل في 20 مركزاً للطرد المركزي على الساحة الداخلية تمهيداً للإعلان عن موافقتها على وقف العمل في هذه المراكز. الى ذلك، نفى المتحدث باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان ما ادعته الولاياتالمتحدة الأميركية من ان العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان زود ايران بمعلومات مفصلة تمكنها من انتاج اسلحة دمار شامل، وقال: "ان تلك الادعاءات لا اساس لها من الصحة".