قدم الرئيس الاميركي جورج بوش الى الكونغرس امس مشروع موازنة سنة 2006 وحجمها 2.5 تريليون دولار واقترح فيها خفض الدعم لقطاعي الزراعة والاسكان وزيادة الانفاق الامني والعسكري، بما في ذلك تخصيص ثلاثة بلايين دولار لتمويل برنامج مساعدات للدول الفقيرة التي تتبنى اصلاحات سياسية. لكن مشروع الموازنة لم يتضمن تخصيص اموال لشراء نفط خام لزيادة الاحتياط الاستراتيجي. وتتضمن الموازنة مساعدات لباكستان بقيمة 640 مليون دولار وللأردن بقيمة 450 مليون دولار، اضافة الى 437 مليون دولار لمكافحة تجارة المخدرات في افغانستان و550 مليون دولار لدعم كولومبيا. ويسعى بوش، الذي كان في فترته الرئاسية الاولى حول فائضاً في الموازنة الى اكبر عجز في تاريخ اميركا، الى اقناع قطاع الاعمال والاسواق المالية بأنه يعمل بجد لخفض العجز في الموازنة وفي الميزان التجاري في فترته الرئاسية الثانية. واستبعد مراقبون موافقة الكونغرس على خفض كبير لقيمة المنح التي يحصل عليها صغار المزارعين وقطاع الاسكان للفقراء في ضوء تمسك بوش بخفض الضرائب على الاغنياء والشركات الكبرى بهدف دعم النشاط الاقتصادي. ويُعتبر كل من البنتاغون ووزارة الامن الداخلي من اكبر المستفيدين من زيادة موازنة الدفاع والمخصصات الامنية، على رغم ان الزيادة جاءت اكثر تواضعاً مما كانت عليه بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر. ولم تحدد الموازنة المقترحة قيمة تمويل الحرب في افغانستانوالعراق للسنة المقبلة او كلفة التأمين الاجتماعي في اطار الخطة التي اقترحها الرئيس. ومن المتوقع ان يطلب بوش الاسبوع المقبل نحو 80 بليون دولار اضافية لتمويل الحرب في العراقوافغانستان السنة الجارية اضافة الى 25 بليون دولار كان طلبها العام الماضي. وستحصل وزارة الدفاع على 18.2 بليون دولار اضافية لتصل موازنة الدفاع الى 419.3 بليون دولار، بزيادة 4.8 في المئة على العام الماضي. وسيتطلب ذلك خفض مخصصات شراء الاسلحة بنحو 6 بلايين دولار السنة المقبلة وستحصل وزارة الامن الداخلي على زيادة في موازنتها بنسبة 7 بفي المئة، لتصل الى 34.2 بليون دولار. واثر كشف ارقام الموازنة عزز الدولار مواقعه تجاه اليورو والعملات الدولية وتراجع اليورو الى مستوى 1.28 دولار وتراجع الاسترليني الى مستوى 1.816 دولار كما سجل الدولار 104.07 ين. لكن محلل اسعار الصرف في"ستاندرد تشارترد"في لندن دايفيد مان نصح المستثمرين بالانتظار قبل تصفية مراكزهم بالعملات والتحول فوراً الى شراء الدولار. واشار الى انه من غير المؤكد"ان سعر صرف الدولار سيتوقف عن التراجع".