حذرت المرجعية الشيعية، الذين سيكلفون صوغ الدستور العراقي والحكومة المقبلة من أي محاولة لفصل الدين عن الدولة، وطالبت بأن يكون"الاسلام المصدر الوحيد للتشريع... وهذا أمر غير قابل للمساومة". في غضون ذلك، سرت مخاوف في النجف من عودة"جيش المهدي"الى المدينة بعدما سمح المحافظ عدنان الزرفي لأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالعودة الى أداء صلاة الجمعة في جامع الكوفة. وقال ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي، ان قوات بلاده لن تبقى يوماً واحداً في العراق بعد انجاز مهمتها. وأعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس انها تتفهم الموقف التركي من الأوضاع في شمال العراق، مؤكدة دعم واشنطن لوحدة العراق، وربط وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بين موقف طهران ودمشق وتسليم قوات الأمن العراقية الأمن في بلادها. وأعلن في بغداد اعتقال"مسؤول كبير في المقاومة"في شارع حيفا، على علاقة مع النظام السابق. وخطف أمس أربعة مهندسين مصريين. الى ذلك، علمت"الحياة"من رئيس أركان الجيش العراقي ان قواته قد تنفذ عملية كبيرة في الموصل"للقضاء على الارهابيين". وأعلنت المرجعية الشيعية في بيان أمس أن"العلماء والمراجع كافة ومعظم الشعب العراقي المسلم يطالبون الدولة والمجلس الوطني بقوة بأن يكون الاسلام في الدستور الدائم للعراق المصدر الوحيد للتشريع ورفض أي بند وأي تشريع من الدستور الدائم اذا كان مخالفاً للاسلام". وبعدما أكدت أن هذا الأمر"غير قابل للمساومة"، حذرت من"تغيير وجه العراق وفصل الدين عن الدولة، لان في ذلك مخاطر لا تحمد عقباها وذلك مرفوض لدى العلماء والمراجع كافة". كما حذرت الحكومة الموقتة والحكومة المقبلة من"مخاطر الاقدام على الأعمال الاستفزازية التي تؤثر في مشاعر المسلم ومنها تجنيد البنات المسلمات ونشر صورهن مع المدرب الأجنبي في المجلات والصحف اليومية". وأضافت أن"لذلك تأثيراً سلبياً على الحكومة التي هي في أمس الحاجة في الوقت الحاضر الى دعم الشعب". وكانت مسألة اعتبار الاسلام مصدراً وحيداً أو أحد مصادر التشريع من النقاط التي عرقلت صوغ قانون ادارة الدولة الموقت في المرحلة الانتقالية المطبقة منذ آذار مارس 2004، وينص على أن"الاسلام هو دين الدولة الرسمي ويعد مصدراً للتشريع ولا يجوز سن قانون خلال المرحلة الانتقالية يتعارض مع ثوابت الاسلام المجمع عليها". في النجف، أعاد المحافظ عدنان الزرفي الاعتبار الى أنصار الصدر، فسمح لهم بإقامة صلاة الجمعة في جامع الكوفة. وكان الزرفي المنتهية ولايته واظهرت نتائج الانتخابات الأولية تخلف قائمته الوفاء للنجف عن قائمة"الائتلاف الموحد"منع أنصار الصدر قبل أربعة اشهر من اقامة الصلاة عقب انتهاء الاشتباكات بينهم وبين القوات الاميركية والقوات العراقية. وفسر أحد الضباط موقف الزرفي بأنه يريد عرقلة عمل المحافظ الجديد الذي سيكون من القائمة المتصدرة لنتائج الانتخابات. وأثارت خطوة الزرفي حفيظة سكان المدينة واستياءهم الشديد. وعلى الصعيد الأمني، أكد رئيس هيئة أركان الجيش بابكير زيباري ان"العملية العسكرية المعدة ضد الجماعات الارهابية في محافظة الموصل شمال العراق ما زالت مطروحة. وقال الى"الحياة"ان الكلام عن امكان تسليم الجماعات الارهابية اسلحتها"احتمال ضعيف"، مؤكداً ان الاسلامي الأردني"أبو مصعب الزرقاوي"موجود في منطقة الموصل و"قريباً سنزف بشرى الى العراقيين بإلقاء القبض عليه"، مضيفاً:"لا أتوقع على الاطلاق أن تسلم هذه الجماعات في الموصل أسلحتها بل ستواصل عملياتها الارهابية ضد مؤسسات الدولة العراقية". وزاد ان"أفضل الخيارات بالنسبة الى المؤسسة العسكرية هو أن تجري تسوية أمر الجماعات الارهابية بصورة سلمية من دون اراقة دماء في هذه المحافظة". ورجح أن يتولى الجيش العراقي الملف الأمني بالكامل في البلاد في غضون شهور قليلة. وقال ان عملية تأهيل قواته"تسير على خطى سليمة باتجاه تحمل المسؤولية الأمنية". واعتبر اعادة العسكريين السابقين من حزب البعث المنحل إلى صفوف الجيش"أمراً محظوراً خصوصاً أولئك الذين يحملون رتباً حزبية"، مشدداً على ان هذا المبدأ في قبول العسكريين البعثيين"سيبقى سارياً بغض النظر عن تغير الحكومات".