بدأ فريق التقصي عن ملابسات ومسببات وتبعات اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري مهمته في لبنان أمس، وقال رئيسه بيتر فيتزجيرالد انه سيقدم تقريراً الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في وقت قصير. وعلمت"الحياة"ان فيتزجيرالد يأمل في الانتهاء من جمع المعطيات لتقريره خلال اسبوعين. راجع ص2 و3 و4 وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس، ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو حين تحدث عن أن هناك"شبهات قوية على سورية"في جريمة اغتيال الرئيس الحريري"كان يدلي برأيه بناء على معلومات تلقاها". وأعلن فيتزجيرالد، الذي زار نجلي الرئيس الراحل بهاء الدين وسعد الدين معزياً، والتقى وزيري الداخلية سليمان فرنجية والعدل عدنان عضوم، عن تقديره ضمانة رئيس الجمهورية اميل لحود بتعاون الحكومة مع المهمة. لكن عضوم اشار الى انه"لا يحق للفريق الدولي الاستجواب في مهمته". ورحبت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية البريطانية البارونة سيمونز بموافقة الحكومة اللبنانية على إرسال أنان لبعثة التقصي الدولية، حول اغتيال الحريري. وزارت سيمونز ضريح الحريري وعائلته وبحثت مع وزير الخارجية محمود حمود الانسحاب السوري من لبنان، آملة في ان تتوضح قضية اعادة الانتشار في الايام المقبلة، فيما رد حمود على الاسئلة المتعلقة بموعد بدء الانسحابات السورية التي اعلن عنها اول من امس بأن المسألة"لوجستية عسكرية"، معتبراً ان في التصريح الذي أدلى به نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم"من الوضوح ما يكفي". الا أن أحد أركان المعارضة، رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب نسيب لحود، اصدر بياناً امس ابدى فيه ثلاث ملاحظات على بيان المعلم فاعتبر ان ما تضمنه عن الانسحاب"عمومي ولا يشير الى اطار زمني واضح او اطار جغرافي محدد باستثناء ما ورد حول تنفيذ اتفاق الطائف". ورأى ان"الحكم سلباً او ايجاباً يتوقف على توضيحات سورية ضرورية والتنفيذ العملي وعلى مدى اندراج الخطوة في مسار غايته خروج كامل القوات السورية من لبنان". وتحدث النائب لحود عن ربط البيان السوري تسريع وتيرة الانسحابات بتمكين الجيش وقوى الامن من سد الفراغ، معتبراً انه"لم يعد هناك خشية من أي فراغ أمني"، مؤكداً ان"الجيش والقوات المسلحة قادرة على القيام بواجباتها اذا طبق انسحاب القوات السورية". وانتقد لحود تحذير بيان المعلم اللبنانيين من تطورات سلبية تلحق الضرر بهم، معتبراً انها"تحذيرات مرفوضة لأنها ترتقي الى مستوى التهديد المبطن الذي لا يساعد على تبديد الازمة الحالية". ولم تسجل خطوات جديدة عملية في شأن الانسحابات السورية التي اعلن قبل يومين عن قرب حصولها. ودعا وزير الدفاع عبدالرحيم مراد بعد لقائه الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله امس المعارضة الى طاولة الحوار"خصوصاً انه ستتم عملية تنفيذ الخطوة الاخيرة في ما يتعلق بالانسحابات على قاعدة اتفاق الطائف في اتجاه البقاع". وأكد ان المعارضة والموالاة تجمعان على تأييد اتفاق الطائف. ودعا مراد الى عودة الحياة الطبيعية"لأننا امام جلسة نيابية قريبة". وانصرف الفرقاء الى التحضير للمواجهة السياسية المنتظرة بين الموالين والمعارضين في البرلمان بعد غد الاثنين والتي ستطرح خلالها الثقة بالحكومة. وكانت تصريحات رئيس الحكومة عمر كرامي اول من امس عن ان الانسحاب السوري الفوري يهز الاستقرار وان اللبنانيين منقسمون وان الجيش اللبناني من هذا المجتمع وانه قد يتعرض للانقسام، أثارت ردود فعل في اوساط المعارضة التي انتقدت"تلويحه بانقسام الجيش". واستدعى موقف كرامي صدور تصريح عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان لمناسبة تفقده المدرسة الحربية اكد فيه ان"الجيش الوطني الذي يلتف حوله جميع المواطنين على اختلاف آرائهم وسياساتهم واجه بعقيدته الوطنية احداثاً جساماً وخرج منها بنجاح وأكثر تماسكاً حتى اصبح مثالاً في الوحدة الوطنية". وأمس قال كرامي في تصريحات لمجلة"اكسبرس"الفرنسية ان"الطائفة السنية لا يمكن ان تنقلب ضد سورية ونحن نعرف الذين هتفوا ضد سورية ولا يمكن اتهام أي شخص من الطائفة السنية".