كشف السفير الايراني في فرنسا صادق خرازي ل"الحياة" عن مضمون حديث هاتفي بينه وبين رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري في الاتصال الأخير بينهما خلال وجود الحريري في باريس قبل أسبوعين من اغتياله. وقال الحريري لخرازي ان الأمين العام ل"حزب الله" للسيد حسن نصرالله يحظى بتقدير وشعبية أوسع بكثير من موقعه كونه دفع من أجل تحرير البلد بحياة ابنه. وزاد الحريري انه عمل الكثير لاعادة بث قناة "المنار" في فرنسا وأنه ذكر بأنه منذ ثلاث سنوات كانت "المنار" منعت من السلطات الفرنسية وهو طلب مساعدة الجانب الفرنسي لاعادتها. وأكد الحريري للسفير خرازي انه يبذل جهوداً دولية "ليكون الموقف ايجابياً من "حزب الله" وعدم وضعه على لائحة الارهاب الأوروبية". وتابع خرازي ان الحريري قال ان أهم أمر عنده هو أن تتم الانتخابات في لبنان في شكل حر وأن يدعم "حزب الله" الانتخابات وأن الأسرة الدولية في حاجة الى ان تجري الانتخابات في لبنان في شكل حر، واذا لم يتوافر ذلك فهو سيكون في المعارضة. وتابع الحريري في حديثه لخرازي: "أن أوكرانيا ليست أهم من لبنان والرئيس بشار الأسد ليس أقوى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالنسبة الى الأسرة الدولية التي تريد انتخابات حرة في لبنان". وقال ان بالنسبة اليه الهدف الاستراتيجي هو مغادرة القوات السورية لاعادة استقلال لبنان وان مشكلته ليست "حزب الله" ولكن الودود السوري في لبنان وممارساته. الى ذلك علمت "الحياة" من أوساط ايرانية في طهران ان الرئيس الايراني محمد خاتمي "تأثر جداً بوفاة الحريري لأنه كان على علاقة جيدة معه وكان سيدعوه الى زيارة ايران في 15 و16 آذار مارس المقبل. وقالت الأوساط ان مراجع ايرانية أخرى تأثرت جداً بوفاة الحريري لأنها اعتبرت ان دوره "تخطى بلده وان كان لديه دور في العالم الاسلامي". وقالت المصادر ان بعض الأوساط الايرانية المسؤولة تعتبر ان "الدعم الايراني لسورية في مواجهتها اسرائيل لا عودة عنه، فإيران تدعم سورية في مواجهتها مع اسرائيل، الا ان هذه الأوساط تعتبر أنها غير مستعدة لدعم سورية في وجودها في لبنان، لأن سيادة لبنان في رأي ايران مهمة علماً بأن الجميع في ايران مهتم ب"حزب الله" وموقعه ومستقبله"، وتشير هذه الأوساط الى ان هنالك رؤية سائدة لدى المسؤولين في ايران هي "ان ربط الوجود السوري في لبنان بمسألة موقع ومستقبل "حزب الله" مضخم سورياً، فإيران على قناعة بأن غالبية الشعب اللبناني تكن ل"حزب الله" التقدير والاحترام وان مسألة "حزب الله" ومستقبله وموقعه بالامكان التحدث والتفاوض فيها لبنانياً وهي مختلفة عن الوجود السوري في لبنان".