عشية احياء العراقيين ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء التي توافد اليها حوالي مليوني شخص، تجددت العمليات الانتحارية مستهدفة مسجدين للشيعة ومقهى في بغداد، ما أدى الى مقتل 29 شخصاً وجرح عشرات. كما سجل حادث مماثل امام جامع في حي للتركمان في كركوك. في الوقت ذاته، اعترف الجيش الأميركي امس بفقدانه أربعة من جنوده، وبدا انه يواجه فصلاً جديداً من فضائح"أبو غريب"راجع ص 5. ومع التصعيد الأمني، حذر رئيس الوزراء اياد علاوي من ان تقسيم العراق سيؤدي الى"كارثة"، معرباً عن قلق شديد من احتمال وضع طهران يدها على شؤون بلاده، وتشكيل"حكومة اسلامية". وتحدث عن فشل الجهود مع سورية وايران لضبط الحدود. وفي حين تواصلت المشاورات بين القوى السياسية، خصوصاً اللوائح الفائزة في الانتخابات، للتوصل الى صيغة تحسم التنافس على منصب رئيس الوزراء، اشادت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بإبراهيم الجعفري، المرشح الأبرز لهذا المنصب، منوهة ب"ذكائه"و"التزامه قضية بلاده". في الوقت ذاته نقلت وكالة الانباء الألمانية عن الزعيم الكردي جلال طالباني استعداد الأكراد للتنازل عن المطالبة بأحد المناصب الرئاسية في العراق، محدداً أربعة شروط. واحتدم السجال مجدداً حول دور البعثيين في الحكم والادارة، فبعدما حذر علاوي من عودة الحكومة المقبلة الى احياء سياسة"اجتثاث البعث"، حمل زعيم"الائتلاف العراقي الموحد"رئيس"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم على اعادة البعثيين الى مؤسسات الدولة، متهماً الشرطة بقتل ثلاثة من أنصار"منظمة بدر"بعد تعذيبهم. وحض العراقيين على مواجهة"مؤامرة على وحدتنا". في بغداد، كشف مصدر في قائمة"الائتلاف"عن التحضير للقاءات مع رموز قائمتي"التحالف الكردستاني"و"العراقية"، من اجل الاتفاق مع الأكراد على توزيع الحقائب في الحكومة التي ستخلف حكومة علاوي، وحسم مسألة البعثيين مع القائمة الثانية. واكد المصدر ل"الحياة"مناقشة تأييد"الائتلاف"منح الأكراد رئاسة الجمهورية، مقابل تخليهم عن وزارة الخارجية. في السياق ذاته، شدد طالباني على ان"الحصول على احد المناصب الرئاسية هو من حق الاكراد، لكننا قد نتنازل اذا ثُبتت الاولويات الاربع لهم: ضم كركوك الى اقليم كردستان، وتبني الفيديرالية، وتحديد حصة الاكراد في الموارد الطبيعية، وضمان بقاء البيشمركة للدفاع عن الاقليم". ومعروف ان الحزبين الكرديين الرئيسيين اتفقا على ترشيح طالباني لرئاسة جمهورية العراق. وفي كربلاء اكد الشيخ احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني امس، ان الاخير"لا يدعم اي شخص لتولي منصب رئيس الوزراء، لأنه يعتبر الجمعية الوطنية الجهة الوحيدة المسؤولة عن عملية الاختيار". وشدد على اولوية"إنجاح المشروع الذي طرحته قائمة الائتلاف الموحد". في واشنطن، حذّر علاوي في مقابلة نشرتها صحيفة"واشنطن بوست"من ان تقسيم العراق سيؤدي الى"كارثة"معرباً عن القلق من احتمال وضع ايران يدها على شؤون بلاده. ورأى ان على العراق ان يكون موحداً"ليس فقط بالكلمات بل بالافعال"ايضاً، والا سيقع في"الكارثة"محذراً من اخطار انحياز الى ايران، وتشكيل"حكومة اسلامية تعرض العملية الديموقراطية للخطر". واضاف:"اذا فشل الهدف نحو الوحدة الوطنية، واذا تجوهلت المصالحة الوطنية، سيؤدي ذلك حتماً الى الكارثة. اذا لم تتخذ القرارات الصائبة قد يواجه البلد مشاكل خطيرة". واستدرك:"لا اريد الحديث بعد عن حرب اهلية، لكن ذلك قد يؤدي الى اضطرابات خطيرة جداً". وأبدى قلقه ايضاً من ايران وسورية المتهمتين بإيواء مقاتلين وبترك حدودهما مفتوحة. وقال:"على رغم جهود حسن النية التي تبذل لتساعدنا الدولتان، لم نحرز اي تقدم وعملياً لم نتوصل الى شيء". أمنياً وعشية احياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء، عززت الشرطة اجراءاتها، ونشرت القوات الاميركية دبابات ومدرعات في ضواحي المدينة، لتفادي تكرار مجزرة هزّت كربلاء والنجف قبل سنة. واللافت ان ثلاثة انتحاريين نفّذوا امس هجومين على مسجدي الكاظمين وعلي البياع، تزامناً مع صلاة الجمعة، وشوهدت رأس واحد من الثلاثة مقطوعة بعد التفجير في منطقة البياع. في بروكسيل أ ب عُلم ان وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي سيعلنون الاثنين قراراً بفتح مكتب في بغداد لتدريب مئات من القضاة والمدعين العامين العراقيين.