لم تساهم عطلة عيد الأضحى في حلحلة الأزمة السياسية التي يمر بها العراق منذ أواخر العام الماضي، ما دفع ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي إلى المضي في محاولات تشكيل حكومة غالبية سياسية. وانتهت العطلة من دون أن يتبادل المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أو رئيس القائمة «العراقية» أياد علاوي برقيات التهنئة، ما يعكس عمق الخلافات وتجذر الأزمة وصعوبة مهمة الرئيس جلال طالباني الذي تكفل الإعداد لمؤتمر يضم القوى السياسية . وأبلغت مصادر سياسية «الحياة» أن «ائتلاف المالكي توصل إلى اتفاقات أولية مع بعض الكتل، بعضها منضو في القائمة العراقية على تشكيل حكومة غالبية سياسية». وكشفت المصادر أن «من هذه الكتل ائتلاف وحدة العراق الذي يتزعمه الشيخ احمد أبو ريشة، وبعض النواب عن محافظتي الموصل وكركوك والأنبار وصلاح الدين»، موضحة أن «الكتل المنضوية في التحالف الوطني، عدا كتلة الأحرار التي تمثل تيار الصدر في البرلمان، مع هذا المسعى». وأكدت أن «رئيس الوزراء «يسعى إلى شق القائمة العراقية والسنة من خلال إشراك زعماء وشيوخ عشائر وبعثيين سابقين، فضلاً عن إعادة جميع ضباط الجيش السابق إلى الخدمة». ولفتت إلى انه «عرض نتائج ما توصل إليه على الوفد الكردي الذي زار بغداد قبل العيد وطلب منه الانضمام إلى هذه الحكومة، ملوحاً بإشراك المعارضة الكردية». وأشارت إلى أن «الوفد طلب مهلة للرد بعد عرض هذا الموضوع على القيادة المتمثلة بطالباني وبارزاني». وذكرت المصادر أن «المالكي أبدى استعداده لحل المشاكل بين الإقليم والمركز، شريطة انضمام الأكراد إلى هذه الحكومة». وعن فرضية انفصال إقليم كردستان عن العراق في حال تشكيل حكومة غالبية سياسية، استبعدت المصادر بشدة أن «يلجأ بارزاني إلى هذه الخطوة لسببين: أولهما أن الظرف الإقليمي والدولي لا سيما موقف أميركا ضد انفصال الإقليم، وثانيهما أن باقي الأحزاب والكتل الكردية لا تؤيد مثل هذه الخطوة في الوقت الحالي»، لافتة إلى أن «خطوة مثل هذه ستكون في مصلحة المالكي في الانتخابات المقبلة». واللافت أن وزير التعليم العالي السابق النائب عن «العراقية» عبد ذياب العجيلي قال في بيان اصدره امس أن «حكومة الغالبية تمثل الديموقراطية التنافسية وهي الشكل الأرقى للديموقراطيات الذي يعتمد مفهوم الغالبية والأقلية». وانتقد الأمين العام ل»تيار الشعب»داخل «العراقية» علي الصجري، حكومة الشراكة الحالية، معتبراً أنها «شراكة المغانم والمكاسب»، داعياً إلى «تشكيل حكومة غالبية سياسية». إلى ذلك، حذرت «القائمة العراقية» من «انهيار العملية السياسية إذا تم تشكيل حكومة غالبية». وقال النائب نبيل حربو إن «الوضع السياسي متأزم، وهناك خلافات كبيرة بين الكتل، بالإضافة إلى تنافس سياسي على السلطة، في ظل عدم تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الكتل، فضلاً عن وضع المنطقة، ما يستدعي الخوف من استمرار الأزمة». وأضاف أن «الوقت يمر بسرعة، ومن الضرورة تنفيذ اتفاق أربيل لحل المشكلات»، معتبراً «تأخير عقد المؤتمر الوطني لحل المشاكل وإفشال مساعي رئيس الجمهورية جلال طالباني، سيؤديان إلى انهيار العملية السياسية».