في وقت يخوض"الائتلاف العراقي الموحد"مشاورات مكثفة لاختيار مرشحه لرئاسة الوزراء، كثف رئيس الوزراء الموقت اياد علاوي لقاءاته السياسية، لا سيما مع أحزاب وقوى قاطعت الانتخابات، في تحرك يُعتقد بأنه يهدف الى تشكيل جبهة برلمانية معارضة لأي توجه ديني في البلاد. راجع ص 2 و 3 وجاء ذلك في وقت كشف أحد مسؤولي"حزب الدعوة الاسلامية"ل"الحياة"أن قائمة"الائتلاف"المدعومة من المرجع الشيعي علي السيستاني تدرس التحالف مع قائمة"التحالف الكردستاني"، لافتاً الى أن منصب رئاسة الجمهورية الذي رُشح زعيم"الاتحاد لوطني الكردستاني"جلال طالباني لتبوئه، سيكون أساساً لمثل هذا التحالف. وعلى صعيد آخر، أعلنت الحكومة العراقية اغلاق الحدود البرية للبلاد بين 17 و22 الشهر الجاري لمناسبة ذكرى عاشوراء بسبب"صعوبة السيطرة على الوضع الأمني وبغية حماية زوار العتبات الدينية". وأوضح وزير الداخلية ثائر النقيب أن هذا القرار اتخذ خلال اجتماع أمني رفيع المستوى"نظراً لما نتوقعه من حضور كثيف لزوار العتبات المقدسة"، مشيراً الى أن هذا الإجراء لا يشمل مطار بغداد. وتابع النقيب أن القوى الأمنية في"حال تأهب دائم اذ شكلت وزارتا الداخلية والدفاع لجنة لوضع خطة أمنية لمناسبة عاشوراء". وكان أكثر من 170 شخصاً قُتلوا خلال إحيائهم ذكرى عاشوراء مطلع آذار مارس الماضي في هجمات انتحارية وبقذائف الهاون استهدفت زوار العتبات الدينية في الكاظمية وكربلاء. وفي غضون ذلك، كشف مسؤولون عراقيون أن علاوي يريد تزعم المعارضة في الجمعية الوطنية الانتقالية في مواجهة قائمة"الائتلاف"الشيعية. وقبل أيام من اعلان النتائج الرسمية للانتخابات، اجتمع علاوي في مدينة اربيل مع زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"مسعود بارزاني، بعدما التقى أول من أمس في بغداد مسؤولي أحزاباً سنية وشيعية. وأكد مستشار سياسي لحزب علماني رفض كشف هويته أن علاوي"متأكد من خسارة السلطة لكنه يريد تشكيل نوع من"جبهة وطنية ديموقراطية"تشمل أكبر عدد ممكن من الأحزاب والشخصيات العلمانية والمعتدلة والشيوعية والقومية... ويرغب في إشراك الأكراد أيضاً ليمنح ائتلافه العلماني المزيد من الثقل لا سيما عند صوغ الدستور". كما رأى الناطق باسم"الحركة الاشتراكية العربية"قيس العزاوي أن علاوي يملك"فرصاً كبيرة"لاقامة جبهة أقلية بديلة في البرلمان"لأن نزاعات ستنشب بين الاسلاميين الذي سيحاولون ادخال الدين في الحياة اليومية، وبين الديموقراطيين والليبراليين المعارضين لاقامة دولة دينية في العراق". وكانت قائمة"العراقية"بزعامة علاوي حلت بعد فرز جزئي للأصوات في المرتبة الثالثة بحصولها على 13.6 في المئة من الأصوات، في حين حازت اللائحة الكردية على 24.6 في المئة منها. وعلى الصعيد الأمني، أعلن الجيش الأميركي أمس أن مروحيات تابعة له قصفت مقاتلين عراقيين قتلوا عشرة من رجال الشرطة وجرحت اكثر من ستين في هجوم على مركز لهم في بلدة سلمان باك جنوببغداد. وكان القتال ضاريا الى حد منع تعزيزات الشرطة من الوصول الى المنطقة. وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا في سلمان باك وفي بغداد صباحا واوقعتا 32 قتيلا واكثر من 20 جريحا.