طالب امس مبعوث الاممالمتحدة المكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن جميع الاطراف بإظهار"حُسن النيّة"لتنفيذ القرار الذي يطالب بإنهاء التدخل السوري في لبنان، معتبراً ان"الوضع صعب". جاء ذلك بعد لقاء منفرد استغرق ساعة وربع الساعة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك استعرض خلاله مهمته في كل من دمشق وبيروت. وكان التقى الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع ونائبه المكلف الملف الآن وليد المعلّم. من جهته أيّد الرئيس الفرنسي مهمة لارسن وعاد فذكّر بأن فرنسا تتوقع التنفيذ التام للقرار 1559، واعلنت الرئاسة الفرنسية مجدداً ان الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان تمثّل"مرحلة ستكون موضع مراقبة شديدة"من الأسرة الدولية. الى ذلك علمت"الحياة"من مصادر اوروبية مطلعة على لقاءات المبعوث الدولي مع المسؤولين الاوروبيين ان لارسن طلب من الرئيس الفرنسي المزيد من الوقت لمهمته"لإقناع الرئيس السوري بضرورة اتخاذ اجراءات فعلية"باتجاه تنفيذ القرار 1559، وانه قد أصرّ على ان يكون تقريره في مرحلتين الاولى في تقرير أوّلي في نيسان ابريل والثانية في تقرير آخر في تشرين الاول اكتوبر لاعطاء الرئيس الاسد الوقت اللازم لاتخاذ الاجراءات المطلوبة منه دولياً ولبنانياً. وعلمت"الحياة"ان اللقاء بين شيراك ولارسن كان مبرمجاً لمدة نصف ساعة فقط، الا انه طال بسبب محاولة لارسن تبديد شكوك الرئيس الفرنسي في قيام الرئيس السوري بالخطوات المطلوبة منه. وركز لارسن في محاولته على ان انجاح المهمة مع الرئيس الاسد يتطلّب مهلة اطول من موعد التقرير الاول في نيسان. ونقلت المصادر عن لارسن انه"في حال فشل في مهمته مع الاسد فإن هذه ستكون الفرصة الاخيرة للرئيس السوري مع الأسرة الدولية الموحّدة كلياً وراء موقفي الولاياتالمتحدةوفرنسا". واكدت المصادر ان الولاياتالمتحدة اقتربت من خلاصة تقويمها للتعامل مع النظام السوري"بأنه لا يوجد أمل منه وينبغي العمل على تغييره لأنه لا يستمع الى الاسرة الدولية"، فيما خاب ايضاً امل فرنسا واوروبا من تحرّك سورية لكنهما لا تزالان تعملان على بعد من الخلاصة الاميركية بالنسبة الى تغيير النظام. ونقلت المصادر ان طلب لارسن المزيد من الوقت لإنجاح مهمته ينبثق من"تقديره وثقته بالرئيس الأسد وعلاقة ود تربطه به". وتضيف ان لارسن اصبح"الصديق الوحيد"للرئيس السوري في الاسرة الدولية. واعتبرت ان الكل في اوروبا والولاياتالمتحدة والعالم العربي يقول ان لارسن"ساذج اذا كان لديه اقتناع بأن الاسد سيتحرك"، ولكنه على رغم ذلك سيحصل على المزيد من الوقت من الاسرة الدولية لإقناع الرئيس السوري بضرورة التحرك. وتقول المصادر انه"اذا فشل لارسن فإن العزلة الدولية على سورية ستكون كاملة". واضافت ان الحل المنطقي لسورية هو التحرك لاتخاذ الاجراءات المطلوبة"على ان تكون الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان حرّة ومن دون اي تدخل"، وانه ينبغي ان تتخذ دمشق عدداً من الاجراءات خلال الاشهر المقبلة. واوضحت المصادر ان لارسن وصف محادثاته مع الاسد بأنها"حوار صريح وواسع"تطرق الى كل المسائل"من دون اي محظور"من قضية"حزب الله"الى مشكلة الاستخبارات السورية في لبنان والوجود العسكري السوري فيه. وقالت المصادر ان الاسد"يؤيد تطبيق اتفاق الطائف، لكنه يرفض قراراً دولياً يتدخل في شؤون داخلية". واكدت المصادر الاوروبية ان لارسن طالب المسؤولين الاوروبيين والاميركيين بالمزيد من الوقت لإعطاء سورية"الفرصة الاخيرة"لتطبيق اجراءات تُخرجها بكرامة من مشكلتها مع الاسرة الدولية. وقالت ان رسالة لارسن في سورية كانت واضحة بشأن ضرورة ضبط"حزب الله"وعملياته في لبنان وفلسطين، وضرورة عدم التدخل في الانتخابات اللبنانية المقبلة. ورأت المصادر ان لارسن واثق بأن"سورية ستخرج من لبنان بشكل سلمي ومنطقي اذ ان بقاءها فيه سيكون مكلفاً جداً". وعقد لارسن سلسلة من الاجتماعات في باريس شملت وزير الخارجية ميشال بارنييه وإدارة الشرق الاوسط في الخارجية التي يرأسها السفير جان فرنسوا تيبو. ويعود لارسن الى لبنان في غضون ستة اسابيع لكتابة تقريره الاول وهو ينتظر خلال هذه الاسابيع خطوات معينة تظهر نيّة سورية في انجاح مهمته وتكون بمثابة ايجابيات تُضمّن في التقرير. وقالت المصادر ان الاسرة الدولية أعطت رسالة واضحة لسورية"بعدم القيام بعمليات سفك دماء"لأي معارضين في لبنان، وشددت الرسالة على ان تعرض وليد جنبلاط او رفيق الحريري لأي محاولة اغتيال"سيشكّل نقطة القطيعة النهائية بين سورية والأسرة الدولية".