قالت مصادر اميركية وفرنسية مطلعة ان فرنساوالولاياتالمتحدة ستبقيان الضغط على سورية في ما يتعلق بالقرار 1559، عبر آلية مراقبة دولية تتمثل بتقرير منتظم للامين العام للامم المتحدة كوفي انان، كل شهرين أو ثلاثة، عن مدى تنفيذ سورية للقرار، كي يتمكن مجلس الامن من اتخاذ خطوات جديدة بناء على نتائج التقرير إما بالتصويت على نتائج هذا التقرير او بأي طريقة اخرى. وفي السياق نفسه قال السفير البريطاني في دمشق بيتر فورد، في حديث الى "الحياة"، ان تقرير الامين العام بداية الشهرالمقبل سيتضمن "تشكيل جهاز لمتابعة تنفيذ القرار الدولي" ذلك لأن "التطبيق الكامل للقرار غير ممكن في الاسابيع والايام المقبلة". واعتبر فورد اعادة الانتشار "خطوة ايجابية، لكنها ليست كافية لتلبية متطلبات القرار 1559". راجع ص 19 وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية ودولية في باريس ان انان "حذر جداً"، ولم يقرر بعد طبيعة ما سيعقب تقريره. وكانت المحادثات التي دارت في نيويورك بين انان والرئيس الفرنسي جاك شيراك تناولت الموضوع. وقالت مصادر فرنسية مطلعة، ان شيراك شرح خيبة أمله من النظام السوري واسلوبه في ادارة الامور. واكدت وجود توافق اميركي فرنسي لإبقاء الضغط على سورية كي تدرك ضرورة تغيير نهجها في لبنان، خصوصاً ان أمامها مواعيد محددة مثل الانتخابات التشريعية اللبنانية والتجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب. واشارت الى ان محاولات سورية لإعادة الحوار مع فرنسا لكن باريس حاسمة في عدم لقاء وزيري الخارجية، كما ان هناك محاولات غير مباشرة بذلتها دول عربية صديقة ولم تفلح لأن فرنسا تنتظر تحركاً سورياً واضحاً لتغيير النهج في لبنان. ورأت مصادر اميركية وفرنسية ان اعادة الانتشار السورية، لم يرافقها ما يشير الى ان هناك جندياً سورياً واحداً عاد الى ما وراء الحدود اللبنانية وان التصريحات التي رافقت اعادة الانتشار غير مقنعة. الى ذلك، قال مصدر اميركي ان الرئيس جورج بوش الذي يحرص على مشروعه الاصلاحي الشرق الاوسط الكبير، يولي اهمية خاصة للحريات والديموقراطية في المنطقة، ما يدفعه الى عدم تجاهل حقائق الواقع اللبناني وخصوصاً هيمنة سورية وتدخلها. ورأى ان هذا لا يمنع المسؤولين الاميركيين من مقابلة المسؤولين اللبنانيين والسوريين والتحدث اليهم. واكد ان الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن الموضوع اللبناني وانها تعمل مع باريس لضمان تنفيذ القرار 1559، بمعزل عن السياسة الفرنسية في العراق وما أدت اليه من خلافات فرنسية اميركية. وذكر مصدر ديبلوماسي ان سورية مقتنعة بأن اللجنة الاميركية السورية التي ستنعقد للبحث في التعاون لضبط الحدود مع العراق ستؤدي الى نتائج ايجابية تمكّن الولاياتالمتحدة من تخفيف ضغوطها بالنسبة الى لبنان. وقال ان انان سيستقبل وزيري الخارجية اللبناني جان عبيد والسوري فاروق الشرع غداً الجمعة. واضاف ان سورية تسعى الى ادراج القرار 1559 ضمن اطار "اكثر عمومية"، ليكون أحد عناصر "مسيرة السلام".