في خطوة تكررت للمرة الثالثة خلال اقل من عامين، اقدم مسلحون على قتل معتقلين في احد سجون السلطة الفلسطينية في مدينة غزة متهمين بقتل مواطنين في وقت سابق. وتمت عملية القتل فجر امس في المقر الرئيس للاجهزة الامنية الفلسطينية في مدينة غزة"السرايا"، ونفذها الأهالي على خلفية ثأرية على ما يعتقد. واعتقلت الشرطة سبعة من المهاجمين بعد ان حاصرتهم في أحد المباني في المدينة في اعقاب تنفيذ العملية التي تشبه كثيرا افلام هوليوود، اذ استخدم المهاجمون الذين يقدر عددهم بنحو 40 مسلحا، متفجرات ومطارق كبيرة لهدم عدد من الجدران للوصول الى السجن الذي كان فيه المعتقلون الثلاثة. واطلق المسلحون النار بكثافة في كل اتجاه لارباك الحراس والتمكن من الوصول الى السجن الذي يحتل جزءاً من مبنى"السرايا"المحصن الذي يعتبر المقر الرئيسي لكل اجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وأصاب المسلحون بنيرانهم خمسة من رجال الشرطة قبل ان يتمكنوا من قتل اثنين من المستهدفين هما ثائر جودة 35 عاماً وجهاد المسارعي 30 عاماً، وخطف حسين ابو يوسف 26 عاماً الى مخيم البريج للاجئين وسط القطاع والتحقيق معه لمدة تزيد عن ساعة ونصف ساعة قبل تصفيته وقتله. والقتيل الاول متهم بقتل احد المواطنين في مخيم جباليا للاجئين، اما الثاني والثالث فهما متهمان بقتل شقيق امين سر حركة"فتح"وسط القطاع. وفي اعقاب الحادث، اصدرت الشرطة بياناً قالت فيه ان التحقيق جار في القضية للوقوف على ملابساتها. وكان المواطنون في ارجاء مدينة غزة افاقوا عند الرابعة فجراً على صوت تبادل اطلاق النار الذي دام نحو اربع ساعات، في وقت فرضت قوات معززة من الشرطة قيودا مشددة على حرية الحركة قرب مقر قيادة الشرطة"الجوازات"حيث يقيم مدير الشرطة اللواء صائب العاجز الواقع على بعد مئات الامتار من"السرايا". يذكر ان مسلحين مجهولين ألقوا قنابل على غرف السجناء المتهمين بالتعاون مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مقر"السرايا"في الثاني من آب اغسطس الماضي واصابوا سبعة منهم بجروح نقلوا على اثرها الى المستشفى حيث اجهز مسلحون ملثمون على ثلاثة منهم. كما تسلل مسلح تنكر في زي الشرطة الى السرايا في 28 كانون الاول ديسمبر عام 2003 وقتل احد المعتقلين المتهم بقتل شقيقه في وقت سابق. وحسب المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، فإن هذه العمليات تعكس حال الفوضى وتقويض هيبة وسيادة القانون باليد وتكريس شريعة الغاب.