سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الاحتلال اعترفت بمقتل جندي وجرح ستة ... والسلطة الفلسطينية اعتبرت الهدف من "المجزرة" عرقلة الحكومة الفلسطينية الجديدة : 6 شهداء في تصعيد اسرائيلي دام طاول مخيمي البريج ورفح والخليل
قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ستة فلسطينيين أمس في ثلاث مناطق من الاراضي الفلسطينية، في يوم دامٍ جديد يشكل حلقة جديدة من سلسلة عمليات التصعيد الاسرائيلي المستمرة منذ انهيار الهدنة قبل نحو شهر. وسقط ثلاثة شهداء في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة حيث قتل احد الجنود الاسرائيليين، واثنان في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، والاخير في مدينة رفح جنوب القطاع. حمل نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات امس الحكومة الاسرائيلية مسؤولية التصعيد و"المجزرة الجديدة" التي ارتكبتها في مخيم البريج ومدينة الخليل، وقال ان "هذه المجزرة بمثابة تصعيد يهدف الى وضع العراقيل امام الحكومة الفلسطينية الجديدة قبل ان تبدأ عملها". وطالب اجتماع اللجنة الرباعية الذي ينعقد اليوم في نيويورك "باجبار الحكومة الاسرائيلية على وقف هذا التصعيد وسرعة ارسال مراقبين دوليين". واجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي مخيم البريج فجر أمس في أعقاب عملية فاشلة لاغتيال ناشطين من "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي"، واستشهد احد الناشطين لاحقا خلال اشتباك عنيف مع الجنود، وهو نور عبد النبي ابو عرمان 20 عاما، في حين سقط في الاشتباك نفسه محمد بشير عقل 25 عاما، وهو من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان عملية الاجتياح جاءت بعد ان فشلت "وحدة خاصة" اسرائيلية في اغتيال ناشطين من "سرايا القدس" كانا يقومان بجولة امنية اعتيادية عند مشارف المخيم الشرقية قريبا من خط الهدنة. واضافت ان الناشطين انسحبا الى عمق المخيم، فلاحقتهم قوات الاحتلال، ما اسفر عن استنفار كل القوى والاجنحة المسلحة للفصائل التي اشتبكت مع قوات الاحتلال فأصابت سبعة من جنوده معظمهم في حال الخطر، وتوفي احدهم لاحقا. وشاركت في الهجوم طائرات "أباتشي" الاميركية الصنع، ما ادى الى استشهاد الطفلة لينا حسن عيسى 3 أعوام نتيجة صدمة عصبية وحال من الخوف الشديد، حسبما افادت مصادر طبية، فيما اصيب ثمانية آخرون. وتبنت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" في بيان عملية تفجير سيارة جيب عسكرية اسرائيلية من نوع "هامر" عند مدخل المخيم، ما ادى الى اصابة الجيب وقتل او اصابة من فيه، فيما قالت "كتائب القسام" ان مقاتليها، بالتعاون مع مقاتلي فصائل المقاومة الاخرى، تصدوا لنحو 40 آلية عسكرية ودبابة اجتاحت المخيم. وأشارت الى ان قوات الاحتلال ارغمت على الانسحاب بعد ان اصبحت المواجهة وجهاً لوجه في شوارع المخيم حيث استخدم المقاتلون الاسلحة الرشاشة والقنابل وفجروا عددا من العبوات الناسفة اسفل دبابتين وناقلة جند، ما ادى الى اندلاع النيران في احداهما. واقر الاسرائيليون بوقوع سبعة من جنودهم بين قتيل وجريح. وفي وقت لاحق، تم تشييع جثامين الشهداء الثلاثة الى مثواهم الاخير. شهيدان في الخليل من "الجهاد" اما في مدينة الخليل، فسقط قائد "سرايا القدس" ذياب الشوبكي ومساعده محمد تلاحمة عندما قصفت قوات الاحتلال منزلا بدائيا يقع وسط كروم العنب في حارة عيسى في منطقة الحاووز. وقالت مصادر فلسطينية ان الشهيد الشوبكي، وهو من ابرز "المطلوبين" لاجهزة الامن الاسرائيلية منذ زمن طويل، استشهد ومساعده بعد اشتباك قصير عند محاصرة المنزل الذي كانا يختبئان فيه من جانب مئات الجنود والدبابات والآليات العسكرية. وتنسب اجهزة الامن الاسرائيلية الى الشوبكي المسؤولية عن العملية الفدائية التي وقعت في مدينة الخليل قبل اشهر عدة وقتل فيها 12 جنديا ومستوطنا، وكذلك ارسال استشهاديين لتنفيذ علميات داخل "الخط الاخضر". "القسام" و"سرايا القدس" تتوعدان وتوعدت "كتائب القسام" و"سرايا القدس" بالانتقام لدماء كوادرها وشهداء المجازر الاسرائيلية المتكررة. كما سقط شهيد سادس ظهر امس قرب مستوطنة "موراغ" الجاثمة فوق الاراضي الواقعة شمال مدينة رفح، وتفصلها عن مدينة خان يونس المجاورة. وما زالت هوية الشهيد مجهولة، ولم تعرف بعد ظروف وملابسات استشهاده. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي ابلغت الجانب الفلسطيني من خلال الارتباط العسكري المشترك بوجود شهيد قرب المستوطنة من دون اعطاء أي تفاصيل اضافية. ولم تسلم سلطات الاحتلال جثمانه بعد. الى ذلك، نسفت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس منزل المعتقل عماد موسى في قرية سيلة الظهر شمال غربي مدينة نابلس شمال الضفة، كما اعتقلت ثمانية فلسطينيين "مطلوبين"، ستة منهم في حلحول قرب الخليل، واثنان في نابلس. وواصلت قوات الاحتلال فرض نظام حظر التجول على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس على التوالي. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال تمنع المواطنين من الخروج من منازلهم تحت التهديد باطلاق النار عليهم، كما تمنعهم من الوقوف حتى في شرفات منازلهم او النظر من نوافذها. كما توغلت قوات الاحتلال امس في قرية برقين جنوب مدينة جنين. وقال الجيش الاسرائيلي ان جنديا اسرائيلياً قتل وأصيب ستة جنود آخرين في مخيم البريج وان الجنود عثروا على كميات من الاسلحة خلال العمليتين.