حضر أكثر من ألف شخص من هواة الشعر النبطي الأصيل ومتذوقيه في منطقة الجزيرة العربية قبل أيام أمسية شعرية خليجية نظمها نادي صقاري الإمارات في المجمع الثقافي في أبو ظبي على هامش فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية أبو ظبي 2005. وأكد محمد خلف المزروعي، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض وعضو مجلس إدارة نادي صقور الإمارات أن القصيدة النبطية حية ومتأقلمة مع القيم المعاصرة، وبات من أولى غايات نظمها اليوم تحقيق المثل العليا عبر التشبث بالماضي والأصالة التي تتجذر في عمق الحاضر لإغناء آفاق المستقبل. وأوضح أن اهتمام نادي صقور الإمارات ومجلة"الصقار"التي تصدر عنه بالشعر النبطي، يأتي انطلاقاً من كون هذا النوع يجسد الذاكرة الجماعية التي تدعم الشعر العربي قديمه وحديثه بالكثير من المزايا والدعائم الفاعلة. وشارك في الأمسية الشعرية التي خُصص معظمها لشعر الصقارة، الشاعر ملفي بن عون الرويس من المملكة العربية السعودية ومشعل عوض العتيبي من دولة الكويت وراشد الهاجري من قطر والشاعر خليفة بن ختروش الكتبي من دولة الإمارات العربية المتحدة. كما شارك في الأمسية كضيوف شرف كل من الشاعرين الكويتين حمد عبد الكريم السعيد ومبارك بن اعيينان والسعودي ياسر التويجري. وقدمت الشاعرة نجاح المساعيد قصيدة جميلة أمتعت حشد الحاضرين ، وقدم الشعراء الإعلامي والشاعر عارف عمر. وحفلت الأمسية بالعديد من القصائد التي قدمت وصفاً دقيقاً للطير والمقناص وضياع الطير، وعرض الشعراء ما كتبوه عن البادية والصيد بالصقور وعن الصقور نفسها بألوانها وصفاتها المحببة وأسلوب هددها إطلاقها للصيد وتدريبها, والتحضير للقنص أولى مراحل هذه الهواية الرائعة، فضلاً عن وصف مشوق لانتظار نجم سهيل، الموعد الأمثل للخروج للقنص الذي يبدأ عادة مع ابتداء أربعينية الشتاء، ليخرج الصقّارون على شكل مجموعات مصطحبين معهم جميع لوازم القنص. استحضر الشعراء خلال الأمسية مكامن المتعة في سرد مجريات رحلات صيد خلت ، بما يُشكّل بُعداً إنسانياً جميلاً ومؤثراً يسترجع شريطاً مطوّلاً من ذكريات القنص ولحظات عراك الصقور والحبارى التي لا تُنسى.