أعلن مدير هيئة البيئة والأبحاث الفطرية ماجد المنصوري في أبو ظبي ان الهيئة ستنفق مبلغاً يزيد عن 100 مليون دولار خلال السنوات القليلة المقبلة في تنفيذ مشروع لإكثار طائر الحباري والحفاظ عليه من الانقراض. وقال المنصوري في تصريحات ل"الحياة" على هامش مؤتمر صحافي عقد في أبو ظبي للاعلان عن فاعليات معرض الصيد والفروسية الذي بدأ في أبو ظبي أمس الاثنين ان الهيئة تمكنت من إكثار ما يزيد عن 2500 طائر حباري خلال العام الجاري. وأضاف المنصوري ان احد أهم الأهداف الرئيسة للمعرض هو التعريف بالجهود التي قامت بها الامارات خلال 30 عاماً الماضية لحماية الطائر من الانقراض، مؤكداً ان المعرض سيكون الأول من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط وملتقى لجميع الشرائح المهتمة بالتراث والبيئة ودعم النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والتراثية، اضافة الى البعد التجاري للمعرض الذي حقق نجاحاً كبيراً نتيجة دعم حكومة أبو ظبي له. من جهته اكد رئيس اللجنة المنظمة للمعرض عضو مجلس ادارة نادي صقاري الامارات محمد خلف المزروعي ان معرض الصيد والفروسية في أبو ظبي سيكون تظاهرة خليجية عربية عالمية، كبرى بما يخدم اهتمامات محبي الصقارة والصيد والفروسية. وقد بلغت حجوزات العارضين نسبة عالية جداً فاقت كل التوقعات متجاوزة ال229 في المئة. وزيدت مساحة المعرض مرات عدة لاستيعاب المشاركات العربية والدولية المكثفة، ووصل عدد الشركات العارضة الى 185 شركة تمثل 21 دولة، على مساحة 11 ألف متر مربع. ومن المتوقع ان يزور المعرض اكثر من 25 ألف زائر من مختلف انحاء العالم وفي شكل خاص من دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت المزروعي الى ان المعرض لهذا العام يتميز بالإقبال الواسع على المشاركة في المسابقات الفريدة والمبتكرة التي أطلقها المعرض في خمسة مجالات مهمة هي: أكبر وأجمل الصقور المكاثرة في الأسر، أفضل اختراع لمعدات الصيد والصقارة، أجمل لوحة فنية وأجمل صورة فوتوغرافية للصقور والخيول، وأجمل قصائد نبطية قيلت في وصف الصقر والمقناص وضياع الطير... ويتنافس في المسابقات 12 مشاركاً منهم 38 شاعراً من دول مجلس التعاون الخليجي يتنافسون في 50 قصيدة نبطية في الطير والمقناص، كما يتنافس 64 رساماً ومصوّراً في اكثر من 125 لوحة فنية وصورة فوتوغرافية، وكذلك تتنافس 8 مزارع للصقور عربية وأجنبية في مسابقة جمال الصقور بأكثر من 30 طيراً، كما تُعرض على الأقل 10 اختراعات في مجال معدات الصيد والصقارة لتتنافس على جائزة افضل اختراع او ابتكار. ويحظى المعرض بمكانة اقتصادية اقليمية وعالمية مرموقة من خلال عمليات البيع المباشر وإبرام الصفقات وتعزيز العلاقات التجارية مع الشركات العالمية، والتي من المتوقع ان تبلغ نسباً عالية جداً بفضل عمليات الترويج والتسويق الاعلانية الضخمة التي قامت بها اللجنة المنظمة للمعرض في عدد كبير من الدول العربية والاجنبية. الا ان المعرض يبتعد في مضمون أهدافه عن عامل الربح فهو في الأساس ملتقى يهدف الى تجميع صقاري دول الخليج والعالم وتشجيع مفهوم الصيد المستدام، والمحافظة على رياضة الصيد بالصقور التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الحضارية والتراثية لمنطقة شبه الجزيرة العربية، ومن أبرز فاعليات المعرض لهذا العام القرية التراثية التي ستعرض حياة أبناء دولة الامارات في الماضي بكل تفاصيلها الدقيقة من تجارب وأصالة وتقاليد. وهناك ايضاً الفرصة الفريدة التي سيحظى بها زوار المعرض لمشاهدة طائر الحباري النادر والمهدد بالانقراض، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان. كما سيقوم مركز السلوقي العربي في أبو ظبي بتنظيم عروض يومية شيقة داخل المعرض لكلاب الصيد التي تتحدر من سلالة عربية اصيلة او مهجنة. ولأول مرة ستجرى سحوبات يومية للمتسوقين على عدد من الصقور المهجنة المنتجة من اشهر مزارع الصقور في العالم، وذلك بهدف تشجيع الصقارين على اقتناء صقور مكاثرة في الأسر كبديل عن صقور الوحش المهددة بالانقراض لدرجة كبيرة. ولمتذوقي الشعر النبطي ينظم المعرض في ثاني أيامه أمسية شعرية يحييها عدد من أبرز الشعراء في منطقة الخليج العربية. وبهدف نشر ثقافة الصيد المستدام والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وصون التراث، سيتم وبالتعاون مع مؤسسة الامارات للإعلام تنظيم مسابقات اذاعية وتلفزيونية يومية في المعلومات حول الصيد والفروسية موجهة لجميع زوار المعرض والمتصلين بالبرامج. وفي فاعلية مبتكرة، سيقوم بعض من أشهر فناني الرسم خلال المعرض برسم لوحات جدارية كبيرة أمام الزوار بدءاً من صباح أول أيام المعرض وحتى آخر ايامه، وستتشكل لوحة جدارية جميلة ترسم تدريجاً مستوحاة من فاعليات المعرض وتعرّف بتراث الأجداد. كما تعقد الرابطة العالمية للصقارة والمحافظة على طيور الصي IAF اجتماعها السنوي على هامش المعرض بدعوة من نادي صقاري الامارات العضو الوحيد من منطقة الخليج العربي، وتضم الرابطة اليوم نحو 50 مؤسسة من الأعضاء من 38 دولة تمثل في مجموعها ما يزيد عن 8 آلاف عضو.