اكد الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي امس ان وزارته لم تتلق اي تقرير امني يؤكد تورط جهات بريطانية في التفجيرين اللذين هزا مدينة الاهواز ذات الاكثرية العربية في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد اول من امس، ما اسفر عن مقتل خمسة وجرح نحو مئة آخرين. واشار آصفي الى ان بلاده تحرص بالتالي على عدم توجيه أي اتهام من دون امتلاك دليل،"وذلك بخلاف بريطانيا نفسها التي اتهمتنا اخيراً بالضلوع في عمليات ضد قواتها في جنوبالعراق". من جهته، رأى وزير الداخلية مصطفى بورمحمدي ان الاضطرابات الجديدة تشكل استمراراً لسلسلة الانفجارات التي استهدفت مدينة الاهواز عشية الانتخابات الرئاسية في تموز يوليو الماضي،"علماً ان المتفجرات في الاحداث السابقة دخلت البلاد من العراق". وفي السياق ذاته، استدعى رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجوردي وزراء الامن والداخلية والقائد العام للشرطة الى جلسة استجواب نيابية في شأن دور"شبكة العملاء الاجانب"في الاضطرابات الامنية في الاهواز ستعلن نتائجها لاحقاً امام الرأي العام. ولم يستبعد بروجوردي احتمال ضلوع بريطانيا في هذه الاحداث،"خصوصاً اننا نملك وثائق تثبت تورط قواتها الموجودة على الحدود في الاحداث السابقة"، وهو ما اكده جواد سعدون زاده نائب مدينة"آبادان"، ذات الاكثرية العربية ايضاً، المجاورة، في وقت اسف لاختراق هؤلاء الغطاء الامني وتنفيذ اعمالهم عبر شبكات ضمت اشخاصاً"باعوا انفسهم بالدولار والباوند". رد بريطانيا في المقابل، اصدرت السفارة البريطانية في طهران بياناً دانت فيه تفجيرات الاهواز،"لأنها اعمال ارهابية مرفوضة"، وقدمت العزاء باسمها وباسم الشعب والحكومة البريطانية الى اهالي الضحايا والجرحى. ورد البيان على الاتهامات السابقة التي وجهت الى بريطانيا بالضلوع بالاحداث السابقة في الاهواز، واعتبرت ان اي اساس لا يتوافر لربط لندن بها. واكد البيان استعداد الحكومة البريطانية للتعاون مع الجهات الايرانية من اجل منع حصول هجمات مماثلة، وتعقب مخططيها ومنفذيها في العراق وتسليمهم الى العدالة. وكان مسؤولو الامن في مدينة الاهواز اعلنوا ان أي مجموعة سياسية او عسكرية لم تعلن مسؤوليتها عن الانفجارين اللذين نفذا باستخدام عبوتين يدويتين وضعتا في برميلين للنفايات قرب احد المراكز التجارية قبل خمس دقائق من موعد الافطار. وتزامنت عودة موجة الانفجارات مع توتر العلاقات الايرانية - البريطانية، اذ اتهمت لندن على لسان وزير خارجيتها جاك سترو ايران بالضلوع في مقتل عدد من الجنود البريطانيين جنوبالعراق، بينما اكدت طهران سعي لندن الى زعزعة الاستقرار الداخلي عبر اثارة النعرات القومية في ايران ودعم الحركات الانفصالية التي تنفذ اعمالاً ارهابية في محافظتي خوزستان وكردستان ذات الغالبية الكردية. وايضاً جاءت التفجيرات عشية اعلان طهران نيتها العودة الى طاولة المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول الترويكا الاوروبية في شأن برنامجها النووي، وذلك بعدما حققت فيه تقدماً ملحوظاً في كسب تأييد الموقفين الروسي والصيني الى جانبها، ما سيدفع الطرفين على الاقل الى عدم التصويت لمصلحة اي قرار ضدها في الجلسة التالية لمجلس امناء الوكالة الدولية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واكدت ذلك نتائج الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الايرانية منوتشهر متقي الى الصين حالياً، في مقابل الزيارة غير الناجحة، كما ترى طهران، لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى موسكو.