اختار وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بدء ساعة الصفر لتنفيذ خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة للتأكيد مجدداً على ما أسماه خطوط"الحدود الشرقية"التي تعيد رسم خريطة الدولة العبرية ومعها الضفة الفلسطينية من خلال التمسك بست من كبرى المستوطنات اليهودية"مهما كانت الاتفاقات النهائية مع الفلسطينيين"، في وقت صادقت الحكومة الاسرائيلية بغالبية 16 وزيراً ومعارضة أربعة، على المرحلة الثانية من اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة وتشمل التجمع الاستيطاني الاكبر والاقدم"غوش قطيف"جنوب القطاع. وقال موفاز في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية بعد ساعات على اغلاق معبر"كيسوفيم"الاسرائيلي في قطاع غزة امام الاسرائيليين للمرة الاولى منذ العام 1967 ان اسرائيل ستواصل احتفاظها بالسيطرة على ستة تجمعات استيطانية ضخمة في الضفة الغربية في كل الاحوال"ومهما كانت الاتفاقات النهائية مع الفلسطينيين". وأضاف موفاز ان هذه المستوطنات"ترسم الحدود الشرقية"لدولة اسرائيل"التي يجب ان تكون قابلة للدفاع عنها وتؤمن لنا عمقاً استراتيجياً". وقال موفاز ان هذه المستوطنات هي"معاليه ادوميم"التي تقع شرق مدينة القدس ومقامة على اراضي الضفة الغربيةالمحتلة عام 1967 وتشكل حدود نفوذها ما يعادل مساحة تل ابيب، ومستوطنة"افرات"المقامة على اراضي بيت لحم، ومستوطنات"غوش عتصيون"الممتدة ما بين القدس وبيت لحم ومستوطنة"أرييل"في منطقة نابلس شمال الضفة و"كدوميم-كارين شمرون"و"ريحان - شاكيد"المقامتين على اراضي محافظة جنين. ووصف موفاز في مقال وجهه الى الاسرائيليين والمستوطنين المقرر اخلاؤهم من القطاع تحديداً ونشرته صحيفة"يديعوت احرنوت"العبرية، الانسحاب الاسرائيلي من غزة بانه"مؤلم وممزق للقلب ولكنه حيوي لمستقبل دولة اسرائيل اليهودية الديموقراطية وجيد لأمنها واقتصادها ولمكانتها الدولية". وأضاف ان"فك الارتباط"عن غزة"حتمي لانه لا حياة لاستيطان يهودي صغير في قلب قطاع مكتظ بالسكان المعادين والفقراء والبائسين وعديم الرحاب". وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي في مقاله ان"الاحتجاج الديموقراطي انتهى والدولة ستنفذ ما قررت"، مشيراً الى ان هذه الخطوة"محسوبة وشجاعة وترمي الى تعزيز دولة اسرائيل وضمان مستقبلها". وفيما أشار موفاز الى امكان ان"تفتح هذه الخطوة نافذة للسلام"شدد على ان"امن اسرائيل سيقوم، كما قام دوماً، على قوة الجيش الاسرائيلي النوعية". وكان موفاز من بين الوزراء الاسرائيليين الستة عشر الذين صادقوا على المرحلة الثانية من اخلاء المستوطنات اليهودية ال21 من قطاع غزة فيما عارضها أربعة وزراء جميعهم من حزب"ليكود"الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، وهم ليمور ليفنات وداني نفيه ويسرائيل كاتس وتساحي هنغبي. وجرت المصادقة على اخلاء مجمع"غوش قطيف"الاستيطاني المقام جنوب القطاع واقدم مستوطنة في القطاع ويعتبر المستوطنون فيه من المتشددين اليمينيين. دحلان يرد من جهة أخرى، أعلن وزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان رفضه التصريحات التي أدلى بها موفاز وقال فيها أن إسرائيل ستبقي في يدها ست كتل استيطانية في الضفة الغربية. وقال دحلان لمؤتمر صحافي عقده في غزة ان"موقف موفاز مرفوض قطعياً من جانبنا"، لافتاً إلى انه تم إبلاغ منسق اللجنة الرباعية لعملية الانسحاب جيمس ولفنسون بهذا الموقف. وأضاف ان السلطة تريد"تحرير حركة المواطنين والبضائع في معبر رفح، وهذا ينطبق على المطار والميناء البحري أيضاً".