سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بدء اسرائيل قريباً بناء الجدار الفاصل في منطقة "ارييل" يمنع قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً . موفاز يعتبر الانسحاب من قطاع غزة ثمناً لتوسيع الاستيطان في الضفة وضم نصف مساحتها
في تصريح يعبر عن "المقايضة" التي تجريها اسرائيل مع نفسها وتؤكد مخاوف الفلسطينيين من ان يكون ثمن الانسحاب من قطاع غزة اقتطاع مساحات شاسعة من اراضي الضفة الفلسطينية الى الدولة العبرية اكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان اقرار خطة "فك الارتباط" الاسرائيلية سيؤدي الى تعزيز الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ويضمن لاسرائيل حدودا قابلة للحماية وذات عمق استراتيجي. واكد ان العمل في بناء جدار العزل الاسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك المقطع في محيط مستوطنة "ارييل" المقامة على اراضي سلفيت شمال الضفة، سيبدأ وفقا للجدول الزمني المقرر. ويأتي ذلك في الوقت الذي اكدت فيه مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة بدء العمل في هذه المقطع من الجدار الذي سيقتطع ما لا يقل عن 150 كيلومترا من مساحة الضفة. وقال موفاز خلال جولة في عدد من المستوطنات اليهودية شمال الضفة وجنوبها ان خطة "فك الارتباط" ستؤدي ايضا الى تحسين الاوضاع الامنية لاسرائيل، مشيراً الى ان "الدعم الدولي لاسرائيل آخذ بالازدياد" بسبب هذه الخطة. وشدد موفاز على ضرورة تعزيز الكتل الاستيطانية اليهودية، خصوصا تلك المقامة في محافظتي نابلس وسلفيت كرنيه شمرون وارييل وإمانويل حيث شرع في وضع البنية التحتية للجدار ومستوطنات "غوش عتصيون" جنوب مدينة القدس حيث اعلن اخيراً عن نية سلطات الاحتلال اقامة مستوطنة جديدة لتوطين 55 الف مستوطن يهودي جديد هناك. واكد اهالي محافظة سلفيت شمال الضفة ان سلطات الاحتلال سلمتهم اخطارات بمصادرة اراضيهم لصالح بناء الجدار العازل وان التحضيرات لهذا الغرض بدأت على الارض منذ ثلاثة اسابيع. وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية بهذا الصدد ان المخطط الاسرائيلي يهدف الى الانتهاء من هذا المقطع من الجدار في ايار مايو 2005 قبل الانتهاء من الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة واربع مستوطنات يهودية في محيط جنين اقصى شمال الضفة. واوضحت الصحيفة ان ذلك يأتي تمشيا مع التعهد الذي قطعه شارون امام وزير ماليته وخصمه السياسي في حزب ليكود الحاكم بنيامين نتانياهو بان يشمل الجدار العازل منطقة "أرييل" التي كان شارون تعهد ايضا للادارة الاميركية الامتناع عن اقامته فيها لانه يقضي على اي امكانية لاقامة دولة فلسطينية ذات تواصل اقليمي وقابلة للحياة. واشارت المصادر ذاتها الى ان المرحلة الاولى من بناء هذا الجدار ستكون على شكل "اظافر" تحيط بمستوطنات "كرنية شمرون" و"أرييل" و"كدوميم" تليها مرحلة اخرى يجري بموجبها توسيع هذه "الاظافر" لتصبح "اصابع" بحسب تعبير الصحيفة يتم من خلالها ضم ما مساحته 150 كيلومترا من اراضي الضفة الى حدود دولة اسرائيل. واكدت الصحيفة ان الجدار العازل في هذا المقطع سيدخل في عمق الضفة بمسافة نحو 20 كيلومترا. وبعد ان اتهمت "حركة السلام الان" اليسارية الاسرائيلية قوات الاحتلال بشن "حرب كيماوية ضد مواطنين غير مسلحين"، في اشارة الى استخدام الجيش الاسرائيلي غازات محرمة دوليا تسبب فقدان الذاكرة خلال مواجهتها لتظاهرات الفلسطينيين في بلدة الزاوية احتجاجا على بناء الجدار الاسرائيلي هناك ايضا، سمحت المحكمة العليا الاسرائيلية للسلطات الاسرائيلية بمواصلة اعمال البنية التحتية والتحضير للبناء في جدار الفصل العنصري في منقطة "الرام" شمال القدس رغم اصدارها امرا احترازيا يحظر على هذه السلطات بناء هذا الجدار لحين اصدار قرار بهذا الشأن. ويرى مراقبون ان سلطات الاحتلال تعمل على مدار الساعة على ترجمة مسار الجدار الاسرائيلي الى امر واقع على الارض وتحاول مسابقة الزمن لتكريس واقع جديد على الارض تتخلص بموجبه اسرائيل من عبء قطاع غزة الديموغرافي ومستنقعه الامني بالنسبة الى الجيش الاسرائيلي واسقاط صفة "سلطة الاحتلال" عن اسرائيل في ما يتعلق بالقطاع، بينما توسع حدودها على حساب اراضي الضفة الغربية، مبقيةً المدن والتجمعات السكنية الفلسطينية هناك في معازل تحاصرها المستوطنات وتقضي على مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها. وكان شارون طرح منذ توليه سدة الحكم في اسرائيل ما اسماه "حلا موقتا طويل الامد" يمتد عقوداً. فلسطينيا، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء رفض السلطة الفلسطينية "انسحاب اسرائيل من جزء غال من ارضنا وهو القطاع والاستيلاء على اجزاء عزيزة جدا علينا في الضفة" وقال ردا على سؤال ل"الحياة" ان "كل اعمال الاستيطان والتوسع التي يقوم بها الاحتلال على ارضنا باطل كما الاحتلال". ودعا "ابو علاء" الى تدخل اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي لوقف البناء في جدار العزل والفصل العنصري الاسرائيلي. ويصل "ابو علاء" الى القاهرة الاربعاء للقاء رئيس الاستخبارات العامة المصرية الوزير عمر سليمان لمتابعة "المشاورات المصرية- الفلسطينية". واكدت مصادر اسرائيلية ان سليمان سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون بعد عشرة ايام لمواصلة المحادثات في شأن لجان العمل المشتركة بين الطرفين في ما يتعلق بالدور المصري لمرحلة ما بعد الانسحاب من قطاع غزة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان سليمان وشارون سيبتان خلال لقائهما قضية وصول الطواقم الامنية المصرية التي ستساعد الفلسطينيين في تدريب اجهزتهم الامنية.