اخفقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في اقناع موسكو بتغيير موقفها من الملف النووي الايراني، باتجاه التشدد وذلك خلال زيارتها العاصمة الروسية أمس، فيما تحدث الجانبان عن تقارب في وجهات نظرهما حيال ملفات اخرى بينها الاوضاع في آسيا الوسطى. في الوقت ذاته صعّد السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون حدة الخطاب الأميركي تجاه ايران، واتهمها بالخداع 18 سنة، مطالباً المجتمع الدولي برد. وانتقلت الوزيرة الاميركية الى لندن حيث سيكون الملف الايراني بين ابرز مواضيع محادثاتها مثلما كان الامر في باريس التي زارتها قبل موسكو. وأظهر المؤتمر الصحافي الذي عقدته رايس مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف عمق الخلافات بين الطرفين حيال ملف التسلح الايراني، اذ اشارت الوزيرة الى اصرار واشنطن على مواصلة سياستها حيال طهران، ولم تستبعد احالة الملف الايراني على مجلس الأمن، مشددة على ان اميركا لا ترى"ضرورة لتطوير طهران برامج نووية سلمية"ما اعتبره مراقبون روس تصعيداً جديداً. واشترطت رايس لاستكمال التعاون الروسي - الايراني في محطة"بوشهر"النووية التزام ايران اعادة الوقود النووي المستخدم الى روسيا. وأشار لافروف الى ان روسيا لا ترى مبررات لاخراج الملف من اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد في الوقت ذاته ان على طهران مواصلة التعاون مع الوكالة في شكل كامل. وأجرت رايس محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي استبق اللقاء بتأكيده ان للبلدين"كثيراً من المصالح المشتركة في منطقة آسيا الوسطى"فاتحاً الطريق امام مناقشة نتائج جولة رايس على المنطقة والتي جاءت اثر توتر العلاقات بين واشنطن وعدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة التي طالبت بإنهاء الوجود العسكري الاميركي في آسيا الوسطى، على خلفية احتدام التنافس على النفوذ هناك بين موسكووواشنطن. وفي مقابلة بثتها"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي في ساعة متقدمة ليل الجمعة، قال بولتون ان ايران كذبت في شأن برنامجها النووي وان المجتمع الدولي في حاجة الى الرد. وأضاف:"اعتقد بأن الايرانيين كانوا يواصلون برنامج صنع الاسلحة النووية لنحو 18 سنة... قاموا بعملية اخفاء وخداع ووجهوا تهديدات ... والسؤال الحقيقي هو معرفة ما اذا كانت المجموعة الدولية ستقبل بانتهاك ايران الالتزامات المنصوص عنها في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة، وبأن تكذب في شأن برنامجها النووي، وهي مصممة على حيازة أسلحة نووية وصواريخ باليستية، ليس لارهاب المنطقة فحسب وانما على الارجح لتسليمها الى ارهابيين".