أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن لدى روسياوالولاياتالمتحدة الكثير من الاهتمامات المشتركة مع الولاياتالمتحدة ودول آسيا الوسطى جاء ذلك إبان استقباله لوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في موسكو حيث اعتبر جولتها في آسيا الوسطى ناجحة تستحق التهنئة راجيا في غضون ذلك أن تقدم تفصلا أوسع عن نتائج جولتها هذه. وعبر بوتن عن ارتياحه لاستمرار الحوار بين روسياوالولاياتالمتحدة ذاك الحوار الذي لا ينقطع حتى لأسبوع واحد حسب تعبيره متذكرا في غضون ذلك اللقاء الحميم الأخير مع الرئيس الأمريكي بوش. من جهتها عبرت كونداليزا رايس عن سعادتها بوجود هذا الحوار الإيجابي بين موسكووواشنطن مؤكدة للرئيس الروسي أن الحوارات الروسية الأمريكية في مختلف المسائل إنما تنطلق من علاقات الشركة الوطيدة بين البلدين. وكانت كونداليزا رايس قد أجرت مباحثات شاملة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف ظهر أمس وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس خلاله عن قناعتها بعدم وجود ضرورة لإنشاء مفاعلات ذرية للأغراض السلمية في إيران جاء ذلك في إطار تصريحاتها في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو إثر المباحثات الروسية الأمريكية المفاجئة حيث أعلنت رايس أن إيران ليست بحاجة إلى برامج نووية سليمة منوهة بأن المسألة الإيرانية كانت في محور المباحثات بين الجانبين الروسي والأمريكي معلنة أن بلادها لا تعارض مساعدة روسيالإيران في بناء محطة بوشهر على ان تتم استعادة الوقود المستنفد من إيران وأضافت كونداليزا رايس أن هذه المسألة واضحة تماما وهناك احتمال لتحويل هذا الأمر إلى مجلس الأمن الدولي ولكن هناك أيضا امكانية حل هذه المعضلة مع إيران نفسها مضيفة بأن واشنطن ستتابع التعاون في هذا المجال مع روسيا والدول الأوربية. من جانبه ركز وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على ضرورة التريث موضحا أن الوضع الراهن لا يستدعي إجراءات استثنائية الطابع قائلا : إننا نعتقد أن الوضع الحالي يسمح بالعمل المكثف بشأن ملف البرنامج النووي الإيراني عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف لا فروف أن مراقبي الوكالة يعملون في إيران بشكل مستمر ويقدمون تقاريرهم عن الإنجازات التي يحققونها لمجلس محافظي الوكالة وأن موسكو لا ترى أساسا لنقل هذه المسألة إلى منظمة دولية أخرى مشددا في الأن نفسه على ضرورة الحصول على شفافية كاملة بالنسبة للمسائل التي تظهر لدى المجتمع الدولي. هذا وقد تناولت المباحثات الروسية الأمريكية في موسكو عددا من القضايا الدولية والإقليمية الأخرى بما في ذلك الوضع في آسيا الوسطى والوضع في العراق والشرق الأوسط باعتبار روسياوالولاياتالمتحدة راعيين لعملية السلام وعضوين في رباعي الوساطة الدولية حيث أوضحت رايس أن موسكووواشنطن يعقدان الآمال لتحقيق تقدم في مجال التسوية السلمية إثر الانسحاب الإسرائيلي من غزة منوهة بمسؤولية الرباعي الدولي في هذا المجال، من جانبه نوه لافروف بأن المباحثات تطرقت للأوضاع في سوريا ولبنان وأن الجانبين اتفقا على التنسيق والتعاون في مجلس الأمن الدولي لدى مناقشة التقارير المتعلقة بالمنطقة ناهيك عن الاتفاق على التعاون المشترك بشأن تكريس الاستقرار في آسيا الوسطى. وتشير معظم التعليقات إلى أن الزيارة المفاجئة أوحت باحتمال حدوث انعطاف في الموقف الروسي من خلال الضغوط الأمريكية على موسكو لتشديد موقفها من إيران وبرنامجها النووي إلا أن نتيجة هذه المباحثات أظهرت عدم حدوث أي تقدم في هذا السياق وأن كلا الطرفين ما زالا يتمسكان بمواقفهما إزاء هذه المعضلة خاصة أن لموسكو مصالح مباشرة في تنفيذ البرنامج النووي الإيراني نفسه. رايس في لندن من ناحية أخرى وصلت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بعد ظهر امس السبت إلى لندن قادمة من موسكو غداة زيارة الجمعة لباريس. ويتوقع ان تتناول رايس العشاء من نظيرها البريطاني جاك سترو على ان تلتقي الاحد رئيس الوزراء توني بلير.