بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة لطهران أمس، تأتي بعد ظهور بوادر تشدد في الموقف الروسي حيال الملف النووي الإيراني. وتأمل موسكو في اقناع الإيرانيين بإبداء قدر عال من المرونة من أجل تعزيز موقفها خلال المناقشات المقبلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومواجهة ضغوط أميركية لنقل ملف التسلح الإيراني إلى مجلس الامن. وكانت موسكو صعّدت لهجتها حيال طهران أخيراً بعدما اخفق الجانبان في التوصل إلى اتفاق ينظم عمليات إعادة الوقود النووي المستخدم في محطة "بوشهر" الايرانية الى روسيا، وتزامن ذلك مع تصاعد وتيرة الضغوط الاميركية على موسكو لحملها على اعادة النظر في برامجها للتعاون مع الايرانيين في المجال النووي. ومهد الروس لزيارة لافروف بمطالبة الايرانيين بإبداء أعلى قدر من الشفافية حول برامجهم النووية، لكنهم شددوا في الوقت نفسه على مواصلة التعاون مع طهران في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ما اعتبر رسالة واضحة الى الايرانيين بأن موسكو لن تخضع للضغوط المتواصلة عليها، لكنها تحتاج الى التسلح بورقة قوية قبل بدء مناقشات الوكالة الدولية المقررة الشهر المقبل التي يتوقع ان يطرح فيها الاميركيون مسألة نقل الملف النووي الى مجلس الامن. ويأمل الروس في ان تحقق الزيارة اختراقاً على صعيد اغلاق ملف الوقود النووي في أسرع وقت ممكن، وأن تعلن طهران في شكل واضح التزامها الصارم شروط الاممالمتحدة. وفي المقابل وجهت موسكو اشارات مشجعة للايرانيين بدت واضحة عندما اعلنت الخارجية ان لافروف سيناقش في طهران ترتيبات زيارة لم يعلن عن موعدها النهائي للرئيس فلاديمير بوتين الى إيران في مسعى للتشديد على عدم وجود تراجع في نظرة موسكو الى علاقاتها الاستراتيجية مع الايرانيين، كما تضمنت تحضيرات زيارة لافروف اشارة الى إعداد وثيقة مشتركة سيوقعها الجانبان ويعلنان فيها رفضهما المطلق لكل أشكال الارهاب. وحرصت موسكو على عدم بث إشارات توحي بأن هدف الزيارة مناقشة قضايا خلافية، وهو ما ظهر من خلال تأكيد تطابق موقفي البلدين حيال الملف العراقي، والاشارة الى ان المناقشات الثنائية ستتناول ملفات التعاون الاقتصادي التجاري والمسائل الاقليمية والدولية التي تهم الطرفين. وبدا من الواضح أن الروس يسعون الى تقليص حدة التوتر القائم حول ملف التسلح الايراني، خصوصاً على صعيد القلق الذي اثاره اعلان ايران امتلاكها صواريخ يصل مداها الى ألفي كيلومتر، وبدء حديث المسؤولين الاميركيين عن "خطر الصواريخ الايرانية". اذ لمح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر آلكسييف الى ان المحادثات قد تتناول هذا الملف على رغم انه لم يكن مطروحاً في السابق على جدول الاعمال.