صعدت طهران لهجتها ضد واشنطن ولندن امس، ولوّحت ب"رد قوي"على أي هجوم اميركي محتمل، متهمة الولاياتالمتحدةوبريطانيا بالوقوف وراء اضطرابات اندلعت اخيراً في مناطق الأقليتين العربية والكردية المتاخمة للحدود مع العراق. ووصفت تهديد الرئيس جورج بوش بالخيار العسكري ضدها بأنه يندرج في"حرب نفسية". واكدت ان التهديد بإحالتها على مجلس الأمن لفرض عقوبات محتملة عليها، لن يثنيها عن استئناف نشاطاتها النووية الحساسة، فيما قدم الرئيس الجديد محمود احمدي نجاد الى البرلمان تشكيلته الحكومية التي ضمت شخصيات متشددة في كل المناصب الحساسة، مثل الخارجية والداخلية والعدل والأمن القومي. ومن أبرز الشخصيات في التشكيلة الحكومية: منوشهر متقي للخارجية وعلي لاريجاني الأمن القومي وعلي سعيدلو النفط. راجع ص 8 وتزامن التصعيد الايراني ضد واشنطن ولندن مع تعرض السفارة البريطانية في طهران الى رشق بالحجارة من حوالي 300 طالب من انصار المتشددين، تظاهروا في محيطها منددين بالضغوط الغربية على البرنامج النووي الايراني. ورددوا هتافات تطالب ب"احتلال السفارة وطرد الجاسوس الانكليزي"، في اجواء تذكّر بملابسات احتلال السفارة الاميركية بعد الثورة الاسلامية 1979. وردد المتظاهرون ومعظمهم من طلاب جامعة طهران"الموت لانكلترا والموت لألمانيا والموت لفرنسا والموت للولايات المتحدة واسرائيل"امام المدخل الرئيسي للسفارة، حيث وقف رجال من الشرطة وعناصر من وحدات مكافحة الشغب لحماية المبنى. كما طالب المتظاهرون بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، داعين في لافتات رفعوها، الى مواصلة النشاطات النووية التي استؤنفت جزئياً في اصفهان في الثامن من آب اغسطس الجاري، ومعاودة عمليات التخصيب في مركز ناتانز. جاء ذلك في وقت وصفت إيران تهديدات بعمل عسكري ضدها، أطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش أول من أمس بأنها"حرب نفسية"، كما قال حميد رضا آصفي الناطق باسم الخارجية الايرانية الذي اعتبر ان تنفيذ تلك"التهديدات غير ممكن". واستدرك:"في حال ارتكب الاميركيون مثل هذا الخطأ الجسيم، على السيد بوش أن يعلم ان خياراتنا العسكرية أكبر من الولاياتالمتحدة". وكان المستشار الألماني غيرهارد شرودر انتقد التهديد الذي وجهه الرئيس الأميركي الى ايران، وحذر من استخدام الوسائل العسكرية ضدها. الى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية ان لدى بلاده"معلومات مفادها ان الولاياتالمتحدة تتدخل في مناطق الاكراد شمال غربي ايران"، مشيراً الى ان ذلك"غير مقبول وسنحتج قريباً لدى الولاياتالمتحدة". وأضاف ان أميركا"وقعت في مستنقع العراق، لذلك تسعى الى زرع الاضطرابات في المنطقة". وشدد على وجود معلومات لدى طهران تفيد أن"البريطانيين يقفون وراء الاضطرابات في خوزستان"الأهواز حيث مناطق العرب، مشيراً الى ان بعض"المشاغبين تدرب في قواعد خاضعة للسيطرة البريطانية في العراق". وكشف ان بلاده قدمت"احتجاجات"الى بريطانيا.