عرضت إيران أمس صاروخاً باليستياً، للمرة الأولى خلال إحياء الذكرى ال38 لاقتحام السفارة الاميركية في طهران، واتهمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ب «الجنون»، معتبرة أنه «يجرّ آخرين نحو الانتحار». وكان طلاب متشددون احتجزوا 52 أميركياً رهائن في السفارة ل444 يوماً، بعد اقتحامها عام 1979 وتسميتها «وكر التجسس الأميركي». وتزامن إحياء الذكرى مع إعداد ترامب استراتيجية جديدة لمواجهة «السياسات الخبية» لإيران في المنطقة، وإبلاغه الكونغرس أنها لا تلتزم الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، وتهديده بإلغائه. كما شدّدت واشنطن عقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني، مستهدفة أيضاً البرنامج الصاروخي لطهران. وتظاهر آلاف من الإيرانيين في طهران، هاتفين «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل»، أمام المبنى السابق للسفارة الأميركية. كما أحرقوا أعلاماً أميركية ودمية لترامب ضربوها بعصي. وعُرض صاروخ باليستي أمام مبنى السفارة، أفادت وكالة «تسنيم» المحسوبة على استخبارات «الحرس الثوري» بأنه من طراز «قدر أف» ويبلغ مداه ألفَي كيلومتر. وأصدر المتظاهرون بياناً ورد فيه أن «الشعب الإيراني يعتبر الولاياتالمتحدة مجرمة وعدوته الرئيسة، ويدين تصريحات رئيسها المسيئة للشعب الإيراني وللحرس الثوري». ونبّه إلى وجوب «الانتباه إلى قبضات حديد خفية تحت قفازات مخملية»، مبدياً شكوكاً في «تحركات غامضة وتعاملاً مزدوجاً للدول الأوروبية مع القضايا الاقليمية والاتفاق النووي». واعتبر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن «سياسة ترامب ضد إيران حشدت الإيرانيين أكثر»، مشدداً على أن «السلاح الأميركي بالتهديد والعقوبات محكوم عليه بالفشل». وأضاف: «كل الحكومات تؤكد أن الرئيس الأميركي شخص مجنون يجرّ آخرين نحو الانتحار». ورأى أن «الشعب الإيراني حطّم الرقم القياسي في إذلال الأميركيين، بعد انتصار الثورة»، وزاد: «أحبط الشعب الإيراني مفعول أضخم قنابل العقوبات في السابق، وسيحبط الآن أيضاً محاولات الأعداء للضغط على إيران، من خلال فرض عقوبات اقتصادية». أما الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، فاعتبر أن «قدرة أميركا آخذة في الزوال»، مضيفاً: «أن يتصوّر الأميركيون أن إيران ستتخلّى عن قوتها العسكرية، هو حلم طفولي». وتابع: «من خلال إلقاء نظرة على الجغرافية السياسية في المنطقة، نرى أن أميركا في هامش السياسات. يجب أن يقبل العالم أن القدرة التي تؤدي دوراً مهماً في المنطقة هي إيران، والتي تؤدي الآن دوراً مهماً انطلاقاً من شمال البحر الأحمر حتى الشرق الأوسط، ودورها واضح ولا يمكن إنكاره في سورية والعراق ولبنان». وزاد سلامي: «يدرك الأميركيون جيداً أنهم مَن يجب أن يغادر الشرق الأوسط إذا اندلعت حرب جديدة فيها. كما يعرفون أن إطلاق جبهة المقاومة محرّك الجهاد بكل قوته سيؤدي إلى تغيير خريطة المنطقة ولن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل».