اتخذ الاتحاد الاوروبي موقفاً متشدداً حيال طهران، داعياً السلطات الايرانية الى توقيع بروتوكول يسمح بتفتيش دولي أدق لمنشآتها النووية، مرفقاً ذلك بلهجة تحذيرية اقتربت من الموقف الاميركي. وربط وزراء خارجية الاتحاد في اجتماعهم في لوكسمبورغ امس، تجاوب طهران مع دعوتهم، بمواصلة الحوار معها في شأن ابرام اتفاق تجاري بين الجانبين. كذلك أقرّ الوزراء الاوروبيون المبدأ الاميركي بأن "استخدام القوة قد يكون ضرورياً" حين تفشل الديبلوماسية في معالجة التهديدات الناجمة عن اسلحة الدمار الشامل. وصادقوا على استراتيجية لمكافحة انتشار الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، تضمنت للمرة الاولى، اشارة الى تحرك عسكري محتمل ضد الدول او الجماعات الارهابية التي تمتلك مثل هذه الاسلحة. راجع ص 8 وبدا ان الضغوط تصاعدت على طهران في شأن برنامجها النووي الذي تؤكد أنه مدني الطابع، باعلان محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً امس، ان "ايران تغاضت عن الافصاح عن بعض نشاطاتها النووية ولم تبلغ عن بعض المواد" النووية الموجودة لديها. واشار البرادعي في الوقت نفسه الى ان "طهران تعمل على اتخاذ اجراءات تصحيحية" حيال هذا الوضع، داعياً اياها الى التوقيع "في تاريخ قريب" على البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، ليكون ذلك بمثابة "ضمانات جديرة بالصدقية" حول الاهداف السلمية لبرنامجها النووي. ودعا وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف طهران الى السماح بتفتيش اكثر صرامة من جانب الاممالمتحدة، "كي تزيل الشكوك في قيامها سراً بتطوير اسلحة نووية"، فيما قال منسق السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا ان "من المهم جداً ان توقع ايران البروتوكول الاضافي، فهو امر يجب ان يوقع عليه العالم اجمع". وفي المقابل، اكد الرئيس الايراني محمد خاتمي ان بلاده لا تطور اسلحة دمار شامل ولا تنوي ذلك، فيما ابدى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي استعداد بلاده للأخذ في الاعتبار مخاوف الوكالة، إذا اظهرت الاخيرة مرونة في موقفها. وفي الوقت نفسه، رفض الناطق باسم الخارجية الايرانية الضغوط الاوروبية، مؤكداً ان طهران "لن تقبل اي شروط مسبقة" في مفاوضاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي. كذلك اعلن آصفي رفض بلاده اي حوار مع الادارة الاميركية، وذلك احتجاجاً على قيام الرئيس الأميركي جورج بوش بدعم الاحتجاجات الطالبية التي شهدتها ايران، مشيراً الى ان الخارجية الايرانية قدمت مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ضد واشنطن عبر السفارة السويسرية راعية المصالح الاميركية في طهران. وقال آصفي ان الاميركيين "استعرضوا خلال الأيام الاخيرة وفي شكل علني، عداءهم لايران". وأوضح ان التصريحات المختلفة التي أدلى بها المسؤولون الاميركيون هي "نموذج بارز للتدخل في شؤون ايران الداخلية". بيرل... و"تحرير الشعب الايراني". وتزامن ذلك مع تصريح لريتشارد بيرل المستشار في وزارة الدفاع الاميركية الذي كان من دعاة الحملة لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين، قال فيه ان افضل سبيل للتصدي لبرنامج ايران النووي هو "تحرير الشعب الايراني". ودعا بيرل الى دعم المتظاهرين الذين يطالبون بالديموقراطية في ايران، وقال انه سيكون من الامور الاقل احتمالاً ان يسعى اي نظام جديد في ايران الى تطوير اسلحة نووية. وجاء ذلك في وقت استمرت الاحتجاجات الطالبية في طهران لليوم السادس على التوالي، فيما اعلنت السلطات الايرانية اعتقال 30 من المشاركين في الاحتجاجات واصفة اياهم ب"الكفرة ومثيري الشغب".