هل روبي وماريا وجاد شويري وزملاؤهم هم"موديل"الألفية الثالثة لأحمد عدوية؟"سؤال مثير تطرحه طالبة دراسات عليا اميركية اسمها باتريشيا كوبالا وتعيش حالياً في القاهرة حيث تدرس اللغة العربية. السؤال الذي طرحته كوبالا في ورقة بحثية عنوانها:"الوجه الآخر للفيديو كليب: سامي يوسف والدعوة الى الفن الهادف"، تجيب عنه بكلمة"ربما". فقد لاحظت الباحثة وجود أوجه شبه عدة بين انتشار الفضائيات في داخل البيوت المصرية وانتشار شرائط الكاسيت في السبعينات وهو الانتشار الذي مكن الجمهور المصري من الاستماع الى شتى انواع الموسيقى والخطب الدينية التي لا تصل الى محطات الاذاعة والتلفزيون الرسمية. في ذلك الحين، علت اصوات المنتقدين لتصف المطربين امثال احمد عدوية وما يقدمونه من غناء ب"الفن الهابط والخالي من المعنى والمضمون والذي لا يهدف إلا إلى الكسب المادي على حساب الذوق الفني العام". وعلى رغم غياب عدوية عن الساحة الإعلامية الرسمية - أي الإذاعة والتلفزيون المملوكين للدولة إلا أنه أصبح نجماً كبيراً من خلال مبيعات الكاسيت، وساهم في نجاحه كونه بعيداً عن التلميع والتزويق الرسميين. ومن ثم ترى كوبالا في الجدل السائد حالياً حول الفيديو كليب العربي والانتقادات العديدة الموجهة اليه نموذجاً مماثلاً لما جابه عدوية في السبعينات مع اختلاف التقنية وحجم الظاهرة. وترفض الباحثة وجهة النظر التي يروج لها عدد من المثقفين بأن الفيديو كليب خال من المضمون ولا يعكس اي وقائع سياسية او اجتماعية يعيشها المتلقي. وهي تضرب مثالاً على العدد الكبير من اغاني الفيديو كليب التي ظهرت عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، ووفاة النجم المصري أحمد زكي، كذلك اغاني الفيديو كليب التي تبث في مناسبات بعينها مثل"يوم اليتيم"وعيد الأم. وكذلك في ظاهرة سامي يوسف الذي غزا الفضائيات العربية الغنائية في شهر رمضان، اضافة الى المآسي الجارية في فلسطين والعراق التي ظهر في شأنها عدد من الاغاني المصورة. وترى كوبالا أن الجدل السائد في شأن الفيديو كليب، والموضوع دائماً في خانة الاتهام باعتباره شكلاً من اشكال"البورنو"انعكاس لجدل ثقافي اوسع في مصر، وفي الشرق الاوسط كله، حول طبيعة العلاقة بين الفن والمجتمع، بين الاخلاق والقيم من جهة والتكنولوجيا من جهة اخرى، الاصالة والوارد من الخارج، وعلى رغم أن مثل هذا الجدل ليس جديداً، إلا أن الثورة الفضائية في العالم العربي دفعت بهذه المسائل الى الواجهة. وبهذا يمكن تفسير نجاح المطرب سامي يوسف بفضل تحالفه غير المعلن مع الداعية الاسلامي عمرو خالد اذ يتفق الاثنان على قدرة الفن على الحفاظ على الهوية الثقافية والترويج للتقدم والرفعة الروحانية والمادية على حد سواء، وتقول الباحثة مثل هذا الاتجاه يلقى رواجاً كبيراً لا يقل عن رواج الفيديو كليب الذي يعتمد على الإغراء والإثارة والرقص. وفي ضوء المنتج الحديث من أشكال الفيديو كليب، والذي حاز شعبية كبيرة على رغم قلته، مقارنة بالتيار الرئيسي في الفيديو كليب، تتوقع كوبالا ان تشهد القنوات الفضائية الغنائية العربية في المرحلة المقبلة ازدهاراً للوجه الآخر من الفيديو كليب والمسمى ب"الفن الهادف"والأدلة التي تستخدمها كوبالا هي اغاني فيديو كليب مثل"تبات وبنات"لبشرى ومحمود العسيلي، وهما ما لهم بينا ياليل"، لهيثم سعيد، والذي يطلق عليه"كليب المحجبة". الدراسة قدمتها الباحثة باتريشيا كوبالا لمجلة"تي - بي إسTBS" التي يصدرها مركز أدهم للصحافة التلفزيونية في الجامعة الاميركية في القاهرة.