تشهد الأغنية السودانية حالاً من الرواج اللافت في الأوساط المصرية بفضل وجود بعض المطربات السودانيات اللواتي يقدمن أحلى الأغاني التي تشد انتباه الجمهور خصوصاً الشباب، اذ تعد لوناً جديداً يضاف الى ألوان الغناء المصري. ويرى المراقبون ان دخول المطربات السودانيات الى مصر ذو فوائد كثيرة منها التنوع والمزج بين المصري والسوداني الذي يعتبر ظاهرة صحية تشجع المطربين المصريين والموسيقيين والملحنين على البحث عما هو جيد للنهوض بالأغنية. وكانت بداية ظهور الاغنية السودانية في مصر في حقبة الستينات من القرن الماضي عندما حضر المطرب السوداني سيد خليفة الى القاهرة حاملاً لواء توصيل الاغنية السودانية الى المجتمع المصري ثم العربي، وقد نجح في هذا المجال فتأثرت به شرائح عدة من الشعب بينها المطربون فغنت شادية إحدى اغانيه "يا حبيبي عودلي تاني" من ألحان منير مراد، وكذلك التونسية عُليا والعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ في بعض الحفلات الخاصة. وانتشر اللون السوداني بعد ذلك بالتدريج من طريق بعض المطربين النوبيين الذين يعيشون في جنوب مصر وأبرزهم المطرب الراحل أحمد منيب من ثم محمد منير الذي غنى أغنية "وسط الدايرة" للمطرب والملحن السوداني محمد وردي. ومن الاغاني السودانية التي لاقت صدى واسعاً "حمام الوادي" و"حننو"، وتميز بنقلها الى اللهجة المصرية النوبيون ناصر ومنصور ومحمد أبو الشيخ وعلي كوبنا وفيكا الذي حققت اغنيتاه "كده كده يا تريلا" و"فين زمن الحنان" رواجاً كبيراً في الوسط الغنائي المصري. ليالي الحناء للعرسان وبعد فترة انقطاع طويلة عادت الاغنية السودانية حالياً الى الانتشار مرة اخرى من خلال بعض المطربات اللواتي تتحملن عبء نقل هذا الفن الى اللهجة المصرية، ويأتي في مقدمهن المطربة جواهر التي يرتبط وجودها في مصر بحبها لهذا البلد الذي تعتبره نقطة انطلاق. وبدأت جواهر الغناء في حفلات الأفلاح في النوبة والمناطق الشعبية والنوادي في العاصمة المصرية القاهرة في مقابل أجر ضئيل يصل الى نحو 300 جنيه في الحفلة، ثم عملت مع ملحنين نوبيين من أمثال سيد السمان وهو ما ساعدها على اضفاء انماط موسيقية وغنائية واستعراضية تواكب السائد في مصر. وهي تعتبر نفسها فرداً من فريق عمل يعتمد على الموهبة وانتقاء الكلمات واللحن والاداء لتحقيق المزج بين المصري والسوداني بالصورة التي تطور الاغنية. أما المطربة ستونة التي عجزت عن مواكبة السائد في الشرائط والأغاني، فتتميز على المستوى المهني بعمل الحناء والنقش في الأفراح وعروض الازياء، وتشتهر باحياء ليالي الحناء للعرسان، وتتقاضى ما بين الفين وثلاثة آلاف جنيه، وقد استعان بها المخرج سعيد حامد في فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" مع محمد هنيدي الذي غنت فيه أشهر أغانيها "شيكولاته" التي اكتفت بها على المستوى الغنائي حتى الآن. وتقدم المطربة حنين الاغاني السودانية والمصرية على السلم الخماسي بطريقة جديدة ومتطورة من خلال البوم يضم 12 اغنية فيها ثلاث اغنيات فيديو كليب سيصدر قريباً، وهي تجربة تعد الاولى من نوعها في سوق الكاسيت. اما المطربة سلمى العسل التي تشتهر في السودان بالأغاني الفلكلورية فلا ترى فارقاً بين مطربة سودانية وأخرى مصرية الا بالموهبة، وتؤكد انها المعيار الوحيد لوجودها في مصر هوليوود الشرق وستعمل على نشرها بكل جدية على رغم صعوبة المنافسة من زميلاتها النوبيات من امثال نواعم التي ستظهر قريباً في مسلسل "جحا المصري" المنتظر عرضه في رمضان المقبل.