مع احتفالات المسلمين بالعام الهجري الجديد شهدت أسواق الكاسيت غياباً للأغنية الدينية. ربما بسبب عدم حماسة بعض شركات الإنتاج لإصدار مثل هذه الأغاني، كونها لا تحقق ربحاً سريعاً، ما يعرض منتجي الكاسيت لخسائر مادية. واعتبر الإعلامي وجدي الحكيم أن «الغناء المحترم سواء في جمال الأغنية الدينية أم العاطفية أم الوطنية غير موجود». ويشير الى أن «المناخ الغنائي السائد يغلب عليه الطابع التجاري، إضافة إلى أن الإعلام الرسمي خرج من دائرة إنتاج الأغاني وترك الساحة أمام شركات الإنتاج الخاصة التجارية التي فضلت الربح عن إنتاج أغاني ذات قيمة فنية، وابتعدت عن إنتاج الأغاني الدينية لأنها غير مربحة». وأضاف: «العراقيل نفسها التي تقف حائلاً دون إنتاج أغاني دينية هي التي تعرقل وجود الأغاني الوطنية أيضاًَ». وأكد الحكيم ان «على الإعلام الرسمي خصوصاً الإذاعة والتلفزيون، أن يتدخلا لإنتاج الأغاني الوطنية الجيدة، وكذلك الأغاني الدينية وعدم ترك الساحة الغنائية لشركات الكاسيت غير المسؤولة لتُخرّب في الذوق العام وتقدم أغاني الملاهي الليلية». وزاد: «لا بدّ للجنة الاستماع في الإذاعة والتلفزيون أن تتنبه للأغاني ذات المستوى الهابط كي لا تتسلل الكلمات التافهة ذات الكلمات الرديئة إلى آذان المستمعين». أما الموسيقار حلمي بكر فرأى أن بعض المطربين والمطربات أدوا الأغنية الدينية، بعدما أصبحت في وقت من الأوقات موضة، خصوصاً في الفترة التي قدم فيها المطرب سامي يوسف ألبوم غنائي ديني». وأضاف: «بعد أن هدأت هذه الهوجة اختفت الأغنية الدينية مرة أخرى، ولم تعد تقدم إلا في شكل أغاني قصيرة جداً على شكل أدعية غنائية تقدم قرب قدوم شهر رمضان المبارك». وتساءل بكر: «لماذا لا توجد الأغاني الدينية في القنوات الفضائية وفي التلفزيون حتى في أوقات الصلاة؟». واعتبر أنه «لا بد أن تنبع الأغنية الدينية من داخل المطرب بإحساس صادق، وألا تؤدّى لهدف تجاري رخيص». وأضح مجدي عزيز (ابن فارس الأغنية الراحل مرسي جميل عزيز) أن «الأسباب وراء تراجع الغناء الديني هي نفسها الأسباب وراء تراجع الأغنية المصرية بصفة عامة، فالأغنية كانت معبرة عن الانتماء للوطن والتمسك بالأرض والهوية، أما اليوم فكلماتها لا تعبر عن شيء وليست لها أي هوية». وأشار الى ان والده قدم مجموعة من الأغاني الدينية المتميّزة بين 1200 أغنية قدمها خلال مشواره في الكتابة الغنائية، منها أغاني لعفاف راضي وحورية حسن وسيد اسماعيل، «وكلها ما زالت تقدم في الإذاعة حتى وقتنا هذا في المناسبات الدينية المختلفة خصوصاً في شهر رمضان المبارك». أما الفنان محمد ثروت فاختلف مع الرأي القائل بغياب الأغنية الدينية عن الوسط الغنائي حالياً، وأكد أن «هناك مجموعة من المطربين اتجهوا إليها وأدوها بإحساس صادق، منهم الفنانة أصالة وشيرين عبدالوهاب وايهاب توفيق وهاني شاكر وغيرهم». وأضاف: «وفق هؤلاء في أداء هذه النوعية من الأغاني سواء كانت أدعية أم ابتهالات». وأعرب عن تفاؤله لأنه «على رغم قلة عدد الأغاني الدينية التي قدمت في الفترة الأخيرة، لاقت ترحيباً من آذان المستمعين».