دخلت أزمة الملف النووي الإيراني منعطفاً جديداً أمس، إذ أعلنت طهران انها استكملت رفع الأختام عن مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان، ليصبح قيد العمل في شكل كامل، فيما أرجأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاً رسمياً كان مقرراً، افساحاً في المجال أمام الديبلوماسيين للتوصل إلى اتفاق على الأسلوب الأمثل لتحقيق تفاهم مع إيران بعد استئنافها نشاطاتها النووية. راجع ص7 ودانت الولاياتالمتحدة نزع إيران أختام الوكالة، معتبرة ذلك مؤشراً جديداً إلى"ازدراء"طهران المجموعة الدولية، بحسب تعبير مات بولاند الناطق باسم البعثة الأميركية الى الوكالة. وبعدما انتقدت إيران بشدة خلال اجتماع طارئ اول من امس، بدا الإرباك امس، على الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرحت الناطقة باسم الوكالة ميليسا فليمينغ بأن أي بادرة لا تلوح في أفق في شأن التوصل إلى اتفاق. جاء ذلك في ظل موقف أوروبي يميل الى الليونة، إذ أعلنت باريس استعدادها وشركاؤها الأوروبيون لمناقشة أي"فكرة جديدة"، تسمح بالتوصل إلى اتفاق مع طهران. وبدا ذلك رداً على إعلان الرئيس الإيراني الجديد محمود احمدي نجاد الثلثاء استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات إذا لم تكن هناك شروط أوروبية مسبقة. في المقابل، رأى مندوب بريطانيا لدى الوكالة بيتر جينكنز ان طهران أصبحت غير قابلة للاقناع، وربما ينبغي النظر في الخيارات الأخرى، ملمحاً الى احتمال إحالة ملف البرنامج النووي الايراني على مجلس الأمن. وترغب أطراف في الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى قرار داخل مجلس حكام الوكالة، يدعو طهران إلى وقف العمل مجدداً في منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، والعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن مجموعة عدم الانحياز في المجلس، بقيادة ماليزيا وجنوب أفريقيا، تعتبر أن ذلك يمثل تقليصاً للضمان الوارد في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وقالت مصادر في فيينا إن ليست هناك الآن أي محادثات في شأن إحالة القضية على مجلس الأمن. الى ذلك، قال رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا أغا زاده إن"على الغرب قبول نشاطات إيران الذرية". وبثت شبكة"خبر"الإيرانية أمس أن طهران مصممة على رفض أي قرار للوكالة يطالبها بوقف دورة الوقود النووية.