أعلنت إيران أمس الثلاثاء أن هناك «آليات جديدة» من شأنها أن تحل الخلاف المتعلق ببرامجها النووية المثيرة للجدل. ونقلت شبكة «خبر» الإيرانية عن وزير الخارجية منوشهر متقي القول لدى عودته من جولة أوروبية : «هناك آليات جديدة من شأنها أن توفر الثقة لدى جميع الأطراف المعنية بحل القضية» ، إلا أنه لم يوضح ما هي هذه «الآليات الجديدة» . وأضاف «نحن نرغب بتبادل اليورانيوم ونحن مستعدون لهكذا اتفاق ونرحب به فيما لو أوقف الطرف الآخر إعلامه (السلبي)»، وأكد متقي «ليست لدينا الرغبة بأي سلاح نووي. عندما استخدم العراق قنابل غاز الاعصاب ضد جنودنا هل قابلناه باستخدام أسحة دمار شامل ضده ؟ كلا، ان اسلحة الدمار الشامل ليست لها أي مكانة في الاستراتيجية الدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية». وزار متقي كلا من النمسا والبوسنة والهرسك ، وكلاهما عضو في الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي ، في مسع لإقناعهما بعدم التصويت لصالح فرض عقوبات على بلاده. كما التقى في فيينا بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو وبحثا الخطة التي توسطت فيها الوكالة في أكتوبر الماضي وتقضي بتصدير اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا لرفع مستوى تخصيبه ومن ثم إلى فرنسا لتجري معالجته بحيث يكون جاهزا للاستعمال كوقود في مفاعل طبي في طهران. إلا أن هذه الاتفاق لم ير النور بسبب إصرار إيران على إجراء عملية التبادل لليورانيوم على التراب الإيراني ، وهو ما رفضته الوكالة والقوى العالمية، وقال متقي : «أرى أن هناك رغبة أكثر جدية لإتمام صفقة التبادل ، وأنا واثق أنه لا يزال بالإمكان تنفيذ الاتفاق إذا ما توافرت الإرادة السياسية الحقيقية» ووصف الدبلوماسي الإيراني رحلته إلى فيينا وسراييفو بأنها ناجحة ، وقال إنه أجرى محادثات بناءة في العاصمتين ، وذلك رغم إشارة النمسا والبوسنة والهرسك إلى أنهما سيؤيدان فرض عقوبات على إيران . كما تردد أن المحادثات مع أمانو لم تسفر عن أي تقدم، وعرض متقي على أمانو «أفكارا جديدة» تكفل تنفيذ الصفقة إلا أنه لم يتم الكشف عن أي تفاصيل. في حين دعا وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم خلال زيارة الى طهران أمس ايران الى تقديم ضمانات تثبت ان برنامجها النووي «لا أهداف عسكرية له»، داعيا في الوقت عينه طهران والدول الكبرى إلى «الليونة» من اجل التوصل الى تسوية للملف النووي الايراني المثير للجدل. وقال اموريم في مؤتمر صحافي في طهران «يجب ان تتمكن ايران من القيام بنشاطات نووية سلمية لكن يجب ايضا ان يحصل المجتمع الدولي منها على ضمانات بان تلك النشاطات لا تنتهك (القوانين الدولية) وانها لا تستغل لاهداف عسكرية»، واضاف «في بعض الاحيان هناك شكوك والبرازيل تقول انه يجب رفع كل جوانب الغموض». من جهة اخرى دعا ايران والدول الكبرى (الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا والصين وبريطانيا والمانيا) الى التحلي بالليونة من اجل التوصل الى حل وسط بشأن تبادل الوقود النووي. واضاف «اننا نولي اهمية بالغة لتبادل اليورانيوم ونأمل ان يتم التوصل الى اتفاق يكون هاما لاحلال الثقة (...) وكما الحال في كافة المفاوضات يجب ان تتحلى كافة الاطراف بالليونة».