حذر قائد شرطة حي المال والمصارف في لندن، جيمس هارت، من أن تنفيذ عمل إرهابي في هذا الحي بات"مسألة وقت فقط"، فيما انجزت بريطانيا أول الاتفاقات الخارجية الهادفة الى تهيئة أجواء ترحيل الأئمة والدعاة المتطرفين، عبر توقيع مذكرة تفاهم مع الأردن لتبادل تسليم مطلوبين. جاء ذلك وسط تحذيرات داخلية وخارجية من استغلال رجال الدين المتطرفين للمساجد، تلت سلسلتي التفجيرات في لندن في تموز يوليو الماضي. راجع ص7 وعلى رغم نفي وزير الداخلية الأردني عوني يرفاس تضمن الاتفاق مع بريطانيا أسماء محددة ينوي أحد الطرفين ترحيلها، أو ان تكون لها علاقة بتفجيرات لندن، توقعت أوساط مطلعة ان تؤدي المذكرة عاجلاً أو آجلاً إلى ترحيل لندن الداعية المتشدد، حامل الجنسية الأردنية عمر محمود عثمان أبو عمر، الملقب ب"أبو قتادة"، والمطلوب لدى القضاء الأردني منذ العام 1999 في قضية تمويل تنظيم"الإصلاح والتحدي"، المتهم بتنفيذ اعتداءات داخلية. وتأمل بريطانيا بابرام اتفاقات مماثلة مع دول أخرى، خصوصاً في شمال افريقيا، ضمن سلسلة اجراءات قررتها لمعالجة تنامي ذهنية التطرف لدى مواطنيها من ذوي الجنسيات الآسيوية، وهو ما كشفته تفجيرات لندن. ترافق ذلك مع تأكيد السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير تركي الفيصل الذي رشح سفيراً لبلاده لدى الولاياتالمتحدة، انه فشل على مدى عامين ونصف العام في اقناع البريطانيين بخطورة استضافة سعوديين مرتبطين بتنظيم"القاعدة". وشملت تحذيرات الأمير تركي الفيصل أشخاصاً أدرجت اسماؤهم على لائحة الارهاب التابعة للأمم المتحدة. وأعرب عن أمله بأن تتحرك السلطات البريطانية، ولو متأخرة، لمعالجة هذه الثغرة، وتفادي تكرار خطأ تجاهل الإدارات وأجهزة الأمن هذه المسألة. في غضون ذلك، أعلن القيمون على مسجد فينشلي شمال لندن، ان ياسين حسن عمر، أحد المنفذين المفترضين لمحاولات التفجير الفاشلة في لندن في 21 تموز، تزوج قبل أربعة أيام من موعد الهجمات، في حضور افراد عائلته وعدد من الأصدقاء. وأثار ذلك شكوكاً في ان عمر الصومالي الأصل كان يرغب في الانتحار. وفي سياق التحذيرات، اعلن قائد شرطة حي المال والمصارف في لندن سيتي ان تنفيذ عمل إرهابي"مسألة وقت فقط، بعدما نفذت عناصر معادية أعمال استطلاع للمنطقة بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال:"تعرضنا لعمليات مراقبة ومسح مسبقة، لكننا نجحنا في وقفها". ورأى ان لدى نصف المؤسسات التجارية والمالية خططاً جاهزة للطوارئ. وأمس عاد الديبلوماسيون وموظفو السفارة الأميركية في الرياض، وفي القنصليتين الأميركيتين في جدة والظهران الى أعمالهم، وسط اجراءات مشددة بعد توقف العمل الاثنين والثلثاء، اثر انذار بإمكان تنفيذ أعمال إرهابية. ووجهت وزارة الخارجية البريطانية أمس"نصائح"الى رعاياها في السعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر وعمان، تلفت فيها انتباههم الى تهديدات تنظيم"القاعدة"للمصالح الغربية، وضمنها مجمعات سكنية في الخليج، إضافة الى المنشآت العسكرية والنفطية، ووسائل النقل وبينها الطيران. ونصحت البريطانيين بالحذر.