استهل الرئيس الاميركي جورج بوش أمس جولته الآسيوية التي تشمل اربع دول وتستمر اسبوعاً بزيارة اليابان، قبل ان ينتقل الى كوريا الجنوبية من اجل المشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - الهادئ ابيك، ومنها الى الصين ومنغوليا التي يختتم جولته فيها. ويجري بوش في مدينة كيوتو اليوم، محادثات مع رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي، أقرب حلفائه في آسيا، تتناول قضايا الامن المشترك، وأهمها تمديد فترة نشر قوات يابانية غير القتالية في العراق، وأزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية والعلاقات الاقتصادية. ويتطلع محللون الى أن يساهم بوش في اصلاح العلاقات بين اليابانوالصينوكوريا الجنوبية التي توترت بسبب زيارات كويزومي الى مزار ضحايا ياسوكوني في طوكيو الذي يكرم مجرمين مدانين في الحرب العالمية الثانية. وقال اد لنكولن، خبير شؤون الآسيوية في مجلس العلاقات الخارجية، انه يتوجب على بوش"أن يجلس بهدوء مع كل من زعماء الصينوكوريا الجنوبيةواليابان ويخبرهم أن الوقت حان لتهدئة الوضع". ويتوقع ان تعزز مشاركة بوش في منتدى"ابيك"في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، اتخاذ المجتمعين خطوات للتصدي لخطر انفلونزا الطيور. ويزور بوش الصين الاثنين المقبل، لاجراء محادثات مع الرئيس هو جينتاو تعتبر ذات اهمية كبيرة للنهوض بالاهداف الاميركية المتمثلة في اقناع الصين بتقديم تنازلات تجارية وتوسيع رقعة الحرية المتاحة لشعبها، في وقت يتزايد قلق البيت الابيض من تنامي قوة بكين العسكرية والتجارية. وابدى اعضاء في مجلس الشيوخ اخيراً انزعاجهم من اتساع العجز التجاري الاميركي مع الصين والذي بلغ مستوى قياسياً العام الماضي، وصولاً الى 162 بليون دولار. ويتوقع ان يرتفع الى 206 بلايين دولار هذه السنة. وطالب بوش بالتصدي لاختلال التوازن التجاري، علماً ان محللين اشاروا الى انه سيحاول الضغط على بكين من اجل تحرير نظام صرف العملة الصينية اليوان والسماح لها بالارتفاع لتعزيز فرص دخول المنتجين الاميركيين السوق الصينية. كما يرغب بوش في اتخاذ بكين اجراءات صارمة لمكافحة الاتجار في النسخ غير المشروعة من الافلام وبرامج الكومبيوتر والكتب الاميركية. وصرح بوش بأن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين تتسم"بالتفاوت"في المجالات المختلفة،"اذ تشهد تقارباً في قضيتي كوريا الشمالية ومكافحة الارهاب وتباعداً في قضايا اقتصادية وسياسية". ويختتم بوش جولته الآسيوية بزيارة منغوليا كي يشكر حكومتها على دعمها الحرب على العراق عبر استضافة جنود اميركيين. وتتيح هذه الجولة لبوش فرض الهرب من المشاكل التي تلاحقه في الداخل وادت الى هبوط شعبيته في استطلاعات الرأي، مثل الانتقادات التي تعرضت لها ادارته في التعامل مع كارثة إعصار كاترينا وارتفاع عدد قتلى الجيش في العراق والتحقيق في قضية تسريب معلومات تخص وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي.