ما كاد الاتفاق بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد المسيحي يتم على اختيار الزعيمة المسيحية انغيلا مركل مستشارة جديدة لألمانيا حتى نشب نقاش حول من سيحدد سياسة الحكومة الائتلافية. وشحذ رئيس الحزب الاشتراكي فرانتس مونتيفيرينغ سلاح حزبه امس، قائلاً ان معركة تحديد سياسة الحكومة وأهدافها في المفاوضات التي ستستمر شهراً"بدأت للتو"، ملاحظاً ان التحالف الحكومي مع الاتحاد المسيحي"لم يتأكد بعد على الإطلاق". وفي الوقت الذي لا يزال مستقبل المستشار غيرهارد شرودر السياسي غامضاً في ظل استمرار صمته ايضاً، نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة بيلا اندا بشدة امس، تقارير عن انه سيبدأ قريباً العمل كمستشار اقتصادي في شركة"غازبروم"الروسية العملاقة. كما نفى الأمين العام للحزب الاشتراكي كلاوس بينيتر النبأ جملة وتفصيلاً. وعما اذا كان شرودر يفكر في تسلم منصب نائب المستشارة ووزارة الخارجية، اجاب بينيتر:"شرودر لن يجلس على كرسي للراحة، ونحن نأمل ونرغب في ان يواصل عمله القيادي بيننا". وأعطى الجواب هذا انطباعاً بأن شرودر لم يحسم موقفه نهائياً بعد. ولفت انتباه المراقبين امس، ان حليف مركل رئيس حكومة ولاية بافاريا ادموند شتويبر الراغب في تسلم حقيبة الاقتصاد وشؤون الاتحاد الأوروبي اعطى اللجنة التي ستبدأ مفاوضات التحالف لرسم برنامج الحكومة يوم الاثنين المقبل"اهمية اكبر من شخص مركل لتحديد السياسة العامة للبلاد". وقال امس، ان المستشارة المقبلة"هي التي تحدد المسيرة بالطبع، لكن التوافق بين الاشتراكيين والمسيحيين هو الذي سيهيمن، كما ان القرارات ستُتخذ بين رؤساء احزاب التحالف ورؤساء كتلها النيابية". ومن جانبه، حذر رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتيفيرينغ مركل من ان تتخذ بعد انتخابها مستشارة للبلاد قرارات من دون موافقة حزبه، قائلاً في مقابلة تلفزيونية:"ان من يفعل ذلك في ظل وجود تحالف يعرف ان التحالف انتهى". اما الأمين العام للحزب الديموقراطي المسيحي فولكر كاوجر فرد قائلاً ان الخلاف"ممكن جداً داخل التحالفات، لكن المستشارة تتمتع في النهاية بوظيفة قيادية لا بد من ان تمارسها". وفيما اظهر رئيس حكومة ولاية ساكسن المسيحي فولفغانغ بومر استغرابه لتصريحات شتويبر وقادة آخرين في حزبه، اعتبرت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت ان شتويبر"يسعى الى التضييق اكثر على صلاحيات مركل بعدما لم يعد لحزبه أي ثقل في حكومة التحالف الكبير". الى ذلك، وجه مونتيفيرينغ الى نواب حزبه المنتخبين رسالة شدد فيها على ان الحزب"يذهب الى المفاوضات مع الاتحاد المسيحي وفي يده مطلب واضح يتمثل في تنفيذ مطالبه الأساسية". وأضاف:"سيكافح الحزب الاشتراكي الديموقراطي في كل المحاور السياسية وليس فقط في الحقائب الوزارية التي سيتسلمها، ولا يمكن الاستغناء حتى في اطار التحالف الكبير عن نهج التجديد الاجتماعي والعادل". ولفت مونتيفيرينغ الى ان التحالف الحكومي مع الاتحاد المسيحي"لم يتأكد بعد على الإطلاق، وأن توزيع الحقائب كان خطوة مهمة، لكن المفاوضات الحقيقية حول اهداف سياسة الحكومة ومحتواها للسنوات الأربع المقبلة تنتظرنا الآن". وذكرت قيادة الحزب الليبرالي امس"انها تقف على اهبة الاستعداد لتشكيل حكومة اقلية مسيحية ? ليبرالية"في حال فشل الطرفان الاشتراكي والمسيحي في التحالف بينهما.