حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن طهران سترفض استئناف المفاوضات مع الأوروبيين في شأن ملفها النووي إذا اشترطوا تعليق النشاطات النووية الحساسة. وقال الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي:"ليست لدى إيران مشكلة في استئناف المفاوضات. ولكنها لن تقبل بمفاوضات مشروطة تحت ضغط". وأشار إلى أن بلاده في حاجة الى رؤية نيات حسنة من جانب أوروبا، وتطالب بخطوات أكثر عملية وجدية من الاتحاد الأوروبي. وأضاف:"بدلاً من إرسال إشارات متباينة، على الاتحاد الأوروبي أن يظهر عملياً انه مهتم بالمفاوضات". وقال:"بدلاً من فرض شروط على المفاوضات، يجدر بالأوروبيين استئنافها. انهم هم الذين قطعوا المفاوضات"، موضحاً أن"بعض الدول الأوروبية طلبت خلال الأيام القليلة الماضية استئناف المفاوضات". وكانت إيران علقت قبل سنتين تحويل اليورانيوم في إطار"إجراءات الثقة"خلال مناقشاتها مع الأوروبيين الذين يشتبهون شأنهم شأن الأميركيين في أن طهران تطور برنامجاً نووياً عسكرياً سرياً. وفي رد على تحذير روسياإيران من الانسحاب من البروتوكول الملحق لمعاهدة حظر الأسلحة النووية، قال آصفي"إذا كانت روسيا ترغب في القيام بدور إيجابي للخروج من الوضع الحالي، فعليها أن تعرض خطتها". وبمقتضى البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الأسلحة النووية، يجوز للوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بعمليات تفتيش مفاجئة ومعمقة في المواقع النووية الإيرانية. ووصف دعوة الولاياتالمتحدة الدول كافة إلى عدم التعاون مع إيران نووياً بأنها"غير شرعية ولا أساس قانوني لها". وبينما تحدثت مصادر برلمانية عن عرض تقدمت به مؤسسة إيرانية أجنبية للمشاركة في تخصيب اليورانيوم بناء على الاقتراح الذي أعلنه الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد آصفي أن بلاده تلقت رسائل من دول أوروبية أعلنت عن رغبتها المشاركة في المفاوضات لإخراج الملف من الوضع الراهن. وأضاف:"نبحث هذا الموضوع حالياً مع هذه الدول". وعن ربط كندا بعد بريطانيا بالاضطرابات التي شهدتها مدينة الأهواز في محافظة خوزستان ذات الغالبية العربية، قال إن"الحكومة الإيرانية تنتظر التقرير القضائي لدراسة الخطوات اللازم اتباعها في حال ثبت التورط الكندي في تلك الأحداث". من جهته، تمسك رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني في حق بلاده بالحصول على التكنولوجيا النووية، واعتبر أن الأوروبيين"لم يتجاوبوا مع حسن النيات الإيرانية"، الأمر الذي دفع الأمور إلى مزيد من التعقيد. ويأتي ذلك بينما تجمع عدد من جرحى المخلفات الكيماوية في الحرب العراقية - الإيرانية أمام السفارة البريطانية، احتجاجاً على الموقف الدولي من طموحات إيران النووية.